كيف يتم تعديل سلوك الصراخ لأطفال التوحد؟
يعاني من مرض التوحد أكثر من 25 مليون طفل في العالم. هناك أكثر من 60 ألف طفل منهم في المملكة العربية السعودية. ويعتبر سلوك الصراخ من السلوكيات الشائعة عند طفل التوحد. بل هي إحدى العلامات الرئيسية التي تحتاج إلى إدارة من قبل الأسرة، حتى يمكن تدريب الطفل على السلوكيات الاجتماعية الرئيسية، التي تسمح له بالحصول على احتياجاته.
سنركز في هذا المقال على تعديل سلوك الصراخ عند أطفال التوحد وما هي أفضل الممارسات والتقنيات.
ما طرق تعديل سلوك الصراخ لأطفال التوحد؟
قبل أن تعرف طرق تعديل الصراخ لطفل التوحد تعرف على معنى مرض التوحد:
هو اضطراب النمو العصبي الذي يتصف بضعف التواصل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي، والاتصاف بأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة. وهو أحد اضطرابات طيف التوحد بجانب متلازمة أسبيرجر (التي تتميز بتأخر النمو المعرفي واللغوي لدى الطفل) واضطراب النمو المتفشي (وهو الحالة الطبية الثالثة من التوحد، التي لا تكون واحدة من الحالتين السابقيتن). يُطلق على التوحد كذلك مرض الذاتوية أو اضطراب التوحد الكلاسيكي.
يظهر هذا المرض في الغالب لدى الأطفال في ما بعد الولادة حتى سن 3 سنوات. لا يوجد علاج طبي نهائي لمرض التوحد، وإنما علاج سلوكي، وقد يتم الاستعانة ببعض الأدوية التي تساعد في تحسين سلوكيات طفل التوحد.
ما هي علامات اضطراب طيف التوحد؟
تبدأ الأعراض – كما تم التوضيح – في سن مبكرة للغاية لدى الطفل (ربما قبل بلوغه السنة الثالثة). وتختلف الأعراض من طفل لآخر. بل إن الأخوان إذا أصيبا بالتوحد – وهما من نفس الأبوين وفي نفس البيئة – قد تختلف أعراض المرض من أخ لآخر. ولكن بشكل عام قد تتمثل علامات التوحد في الأعراض التالية:
- ضعف المهارات الاجتماعية: فتبدأ بضعف الاستجابة الاجتماعية سواء كالاستجابة لمناداته باسمه، أو لفعل شيء معين. فيبدو وكأنه لا يسمع محدثه، ولا ينظر إليه، وليس لديه اتصال بصري مباشر مع محدثه، إلا إذا كان يريد شيئًا معينًا. كما أنه لا يستوعب مشاعر وأحاسيس الآخرين، فإذا عانقه أحد ينكمش على نفسه أو يرفض العناق بعدوانية. وعليه فمعظم أنشطته ولعبه يجريها مع نفسه وليس مع الأطفال الآخرين.
- ضعف المهارات اللغوية: وهي نتيجة طبيعة لانعزاله الاجتماعي. فيتأخر في الكلام، ولا يستطيع القيام بمحادثة كاملة حتى النهاية، ولا يستطيع تعلم وحفظ جملة تعرض لها سابقًا. كما أنه يصدر أصوات غريبة ولا يستمر في الحديث بشكل متصل في موضوع معين، ويصدر الأصوات بشكل منغوم نوعًا، كالإنسان الآلي أو كمن يغني.
- غرابة الأطوار السلوكية: فمثلا يقوم بتكرار بعض الحركات بدون مبرر وبدون ملل، وأشهرها حركة الرفرفة أو التصفيق. كذلك يحب الدوران في دوائر، أو هز يده أو قدمه بشكل متكرر. يصنع مجموعة من الطقوس الخاصة به ويكررها بشكل مستمر. يكون دائم الحركة والنشاط. يحب وضع الأشياء في خط مستقيم أو بشكل متتابع. حساس جدًا للضوء والأصوات العالية واللمس. ينبهر لأقل الأشياء، حتى ولو لم تكن مدعاة للانبهار، وخاصة الأشياء النمطية التي لها سلوك ثابت، مثل حركة عجلات السيارة أو دوران العجلة في لعبة السيارة.
كيف يتم تعديل سلوك الصراخ عند أطفال التوحد؟
طبيعة مرض التوحد تجعل من الطفل أقل إدراكًا لطبيعة أو دلالة الصراخ. فربما يكون من طقوسه التي اختار أن يؤديها بشكل متكرر، دون أن يدرك دلالتها. ولكن قبل البدء في تعديل سلوك الصراخ عند أطفال التوحد يجب أولاً بحث ما إذا كان هناك سبب للصراخ، أم أن هذا سلوك لديه.
فربما يكون سبب الصراخ هو الألم. وأن الطفل يعاني من مشكلة صحية ما، ويعبر عن ألمه هذا بالصراخ. حينذاك يجب التوجه فورًا إلى الطبيب المعالج ليبحث في جسم الصغير، ويرى ما إذا كان هناك مشكلة صحية من نوع ما تحتاج إلى علاج، أم أن الأمر بالفعل أحد الطقوس التي يعاني منها الصغير من ضمن اضطرابات التوحد لديه. أو أنه يريد شيء ما من والديه ولكنه اختار سلوك الصراخ.
ما خطوات تعديل سلوك الصراخ عند أطفال التوحد؟
فور التأكد من أن سبب الصراخ لدى طفل التوحد ليس عضويًا، نبدأ معه خطوات علاج سلوك الصراخ عند أطفال التوحد بالترتيب التالي:
1. الإطفاء:
وهي الخطوة الأولى لمحاولة علاج هذا السلوك. فعندما يستجيب الأبوان لسلوك الصراخ لدى الطفل، يبدأ تكوين خبرة عنده أنه وسيلة لفت الانتباه، ومن ثم سيتكرر استخدامها. ولكن التجاهل (الإطفاء) سيدرك معه الطفل بشكل تلقائي أن هذه الوسيلة غير مجدية.
ستحتاج هذه الوسيلة إلى صبر شديد وقدرة على التحمل حتى يتوقف الطفل عن هذا السلوك، وخاصة إذا مارس هذا السلوك خارج المنزل، بكل ما يسببه ذلك من حرج للأسرة. ولكن الصبر والتحمل على التجاهل، من شأنه مساعدة الطفل على عدم تكرار هذا السلوك.
2. المواجهة:
وهي التعامل مع طفل التوحد بنفس الطريقة حتى ولكن بصورة أشد. بمعنى أنه إذا صرخ بدون إبداء أسباب لهذا الصراخ، فعلى الأم أو الأب أن يرد عليه بالنداء على اسمه ولكن بصوت أعلى من صوته. هذه الوسيلة مرهقة للغاية، ولكنها الحل المناسب لتعديل سلوك الصراخ عند أطفال التوحد إذا فشل الحل الأول الخاص بالإطفاء.
3. التجاهل والتظاهر بعدم الفهم:
قد يكون طفل التوحد بحاجة إلى شرب الماء أو تناول الطعام أو إحضار شيء من لعبه. قد يمكنه التحدث ولكنه فضل أن يستخدم الصراخ عن استخدام الكلمات، فبدأ يصرخ بصوت عال. في هذه الحالة لا يتم الاستجابة له أو إحضار ما يريد، إلا بعد أن يشير إلى ما يريد بشكل واضح.
بمعنى أنه إذا كان يريد أن يشرب وكان يستطيع نطق الكلمات، فلا تحضري له الماء حتى يستخدم الكلمة المعبرة عن الشرب، ولتكن مثلا (ماء). أو إذا كان لا يستطيع الكلام يمكنه الإشارة بيده أو استخدام صورة تعبر عن الماء.
ميزة هذه الوسيلة هي أنها تنقل الطفل من مرحلة الصراخ إلى مرحلة استخدام الكلمات للتعبير عن احتياجاته. فقط حينما يصرخ يُفضل أن يستعمل الأب أو الأم نبرة صوت أعلى، ويسألونه عما يريد بدون الاستجابة الحقيقية، حتى يستخدم وسيلة التعبير الجديدة، وهي الكلمات للتعبير عن الأشياء أو الصور أو الإشارة بيده.
ما أفضل دواء لعلاج التوحد؟
يتم علاج التوحد عند الأطفال ببعض الأدوية مثل:
Risperdal syrup 100ml. ريسبردال 1 مجم شراب 100 مل.
Ridon syrup 100ml. ريدون شرب 100مل.
يحتاج الأمر إلى الصبر حتى يمكن تعديل سلوك الصراخ عند أطفال التوحد، وكذلك إلى الاستعانة بالخبراء للمساعدة في هذا الأمر.
.هناك خدمات اخري في عيادات الاندلسية لصحة الطفل عيادة علاج ضعف السمع و عيادة التغذية و علاج السمنة
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
دعنا نساعدك في أندلسية لصحة الطفل
الأسئلة الشائعة
ما سبب بكاء طفل التوحد؟
هل طفل التوحد يتعلم بسرعة؟
مشاركة المقال