هل طفل التوحد يخاف من الغرباء؟

هل طفل التوحد يخاف من الغرباء؟

مرض التوحد

يعد فهم احتياجات ومشاعر طفل التوحد أمرًا مهمًا للعائلات والمجتمع على حد سواء، وأحد الأسئلة الشائعة التي تُطرح حوله هو هل طفل التوحد يخاف من الغرباء أكثر من الأطفال الآخرين؟ وتعتمد إجابة هذا السؤال على العديد من العوامل، بما في ذلك الطفل نفسه وتجربته الشخصية، وفي هذا المقال سنحاول استكشاف هذا الموضوع بمزيد من التفصيل لنفهم مخاوف طفل التوحد وتأثير التوحد على تعامل الأطفال مع الغرباء وكيف يمكن دعمهم في التعامل مع هذه التجارب بشكل فعّال.

هل طفل التوحد يخاف من الغرباء؟

لنجيب عن هذا السؤال سنناقش أكثر من نقطة متعلقة بالموضوع في صورة أسئلة متفرعة منه كالتالي:

هل الخوف من الغرباء من أعراض التوحد؟

يمكن أن يكون قلق الطفل من الغرباء علامة على أن الطفل يعاني من التوحد ولكنها ليست العرض الأساسي لاضطراب طيف التوحد (ASD)، فهناك أعراض أخرى يميزها الطبيب قبل أن يشخص الطفل بالإصابة بطيف التوحد.

كيف يستجيب أطفال التوحد للمواقف العاطفية؟

في الحقيقة فإن أطفال التوحد يستجيبون بشكل محايد أو لا يستجيبون إطلاقا لعدد من المواقف العاطفية، بما في ذلك شعور الخوف، فيبدوا عليهم أنهم يتجاهلون الناس حولهم، حتى أننا قد لا نعرف إذا كان الطفل يشعر بالخوف أم لا، ونجد أيضًا الأطفال الرضع المصابين بالتوحد أقل قلقًا عند مواجهتهم لموقف مخيف مقارنة بالأطفال الآخرين أو الذين يعانون من تأخر في النمو.

لماذا يتجاهل طفل التوحد الناس الغرباء؟

طفل التوحد قد يعاني من قلق شديد عند التعرض لمواقف اجتماعية جديدة أو عندما يقابل أناسًا غرباء، وفي هذه الحالة قد يكون رد فعله مجرد التجاهل وعدم التفاعل، وهذا في الغالب ليس تجاهلاً حقيقيًا بل قد يخفي وراءه قلقًا شديدًا. 

رد الفعل التجاهلي هذا يكون نتيجة مشكلات لدى طفل التوحد في القدرة على إرسال واستقبال الإشارات العاطفية البسيطة مثل الابتسام والتودد وتعبيرات الوجه وإشارات اليد ولغة الجسد في التعبير عن المشاعر وفي فهم كيفية التصرف مع بعض الأشخاص والغرباء، مما يمكن أن يؤدي بهم إلى اتخاذ هذا السلوك المحايد والسلبي تجاه الغرباء.

ما هي أسباب الخوف عند أطفال التوحد؟

قد يواجه أطفال التوحد مشاعر الخوف بشكل مختلف عن الأطفال الآخرين، وقد يكون هذا إشارة إلى اضطراب طيف التوحد، وفيما يلي بعض أنواع الخوف التي يمكن أن تكون موجودة لدى طفل التوحد:

1.  الخوف المحدد: قد يكون لدى طفل التوحد خوف شديد وغير منطقي من أشياء معينة بعينها وليس من كل شيء، مثلا الخوف من الأصوات المرتفعة أو الظلام أو الإبر أو بعض الأشياء الأخرى.

2.  اضطراب الوسواس القهري (OCD) السلوكيات المتكررة علامة شائعة في طيف التوحد، ولكن السلوكيات المتكررة التي تتسم بالوسواس قد لا تكون وسواسًا قهريا لكن فقط آليات يتكيف بها الطفل لتخفيف القلق الذي يشعر به، فعندما يحرك يده مثلا بشكل متكرر فقد يكون يبحث عن الأمان من القلق الذي بداخله عن طريق هذه الحركات المتكررة.

3.  القلق غير التقليدي: قد يواجه الأطفال الذين يعانون من التوحد قلقًا شديدًا نتيجة لمشكلات في التعامل مع المشاعر، بما في ذلك القلق الاجتماعي أو الخوف من الأشخاص الجدد والمواقف الاجتماعية.

4.  الخوف غير العادي: قد يكون لدى طفل التوحد خوف غير طبيعي مثل الخوف من الأشياء الميكانيكية والمرتفعات والطقس والمراحيض.

من المهم ملاحظة أن أنواع الخوف التي يمكن أن تظهر لدى الأطفال الذين يعانون من التوحد يمكن أن تختلف باختلاف الطفل، ومن المستحسن طلب المساعدة من طبيب الأطفال أو الطبيب النفسي المؤهل لتحديد أفضل خطة للتعامل مع الخوف لدى الأطفال الذين يعانون من التوحد.

هل طفل التوحد يخاف من الظلام؟

وفقًا لعدد من المصادر يُعد الخوف من الظلام من الأمور الشائعة بين أطفال التوحد، ومع ذلك من المهم ملاحظة أن نوع الخوف يمكن أن يختلف باختلاف الطفل، وليس لدى جميع أطفال التوحد خوف من الظلام.

قد يعاني بعض الأطفال الذين يعانون من التوحد من قلق غير تقليدي لا يتناسب مع أي تشخيص موجود لطيف التوحد، بالإضافة إلى ذلك أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من التوحد يميلون إلى الاستجابة إما بشكل محايد أو سلبي للمواقف العاطفية، بما في ذلك الخوف.

هل طفل التوحد يخاف من الماء؟

حسب بعض المصادر يُعد الخوف من الماء من الأمور المحتمل ظهورها بين الأطفال الذين يعانون من التوحد، وقد يواجهون هذه الحالة نتيجة لبعض المشاعر السلبية أو صعوبة التعامل مع الأشياء المحسوسة كالماء.

ومع ذلك قد يشعر بعض الأطفال الذين يعانون من التوحد بانجذاب نحو الماء نتيجة للتحفيز الحسي الذي يقدمه، وعلى كل حال فلا ينبغي الحكم على حالة الخوف من الماء على أنها من أعراض طيف التوحد مباشرة دون الرجوع لطبيب الأطفال أو الطبيب النفسي.

هل طفل التوحد يخاف من الناس؟

كما وضحنا بالأعلى فقد يواجه طفل التوحد حالة الخوف من الناس لكن رد فعله تجاه هذا الخوف سيكون مختلفا عن الأطفال الآخرين، حيث سيلجأ لاتباع أسلوب التجاهل والحيادية عند تعرضه لموقف اجتماعي جديد أو اقتراب أناس غرباء منه، وهذا نتيجة الصعوبة التي يواجهها في استقبال وإدراك التعبيرات الشعورية المختلفة.

هل يوجد دواء لعلاج الخوف عند الأطفال؟

يمكن أن تكون الأدوية جزءًا هامًا في علاج اضطرابات القلق لدى الأطفال، بما في ذلك الخوف، ونوع الدواء الأكثر شيوعًا المستخدم في علاج اضطرابات القلق لدى الأطفال والمراهقين هو نوع من مضادات الاكتئاب يُسمى مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، والتي تعمل عن طريق زيادة مستويات مادة كيميائية في الدماغ تُعرف باسم السيروتونين. هناك أيضًا أنواع أخرى من الأدوية التي يتم وصفها عادة للأطفال الذين يعانون من القلق، بما في ذلك مضادات القلق المعروفة بمشتقات البنزوديازيبين ومضادات الهيستامين، وفي كل الأحوال ينبغي استشارة الطبيب لتحديد أفضل خطة علاجية للتعامل مع الخوف عند الأطفال وما إذا كان من الضروري استخدام الأدوية، وأيضًا لتحديد إذا كان الدواء مناسبًا لطفل التوحد أم لا.

ما هي أفضل مضادات القلق للأطفال؟

تحتاج بعض الحالات إلى الأدوية المضادة للقلق والاكتئاب، وذلك اعتمادًا على عمر الطفل وحدة الأعراض، وتشمل ما يلي:

  • دوروتين (Durotine).
  • سيرترالين (sertralin).

لا يُنصح بتناول أي مضادات اكتئاب دون استشارة الطبيب، وذلك لأنها قد تحتوي على بعض الآثار الجانبية.

كيف نتعامل مع طفل التوحد في وجود غرباء؟

التعامل مع طفل التوحد في وجود غرباء قد يكون تحديًا صعبًا لكن هناك عدة استراتيجيات يمكن أن تساعد في إدارة الموقف بشكل جيد، إليك بعض هذه النصائح:

إنشاء مساحة آمنة

حددي مكانًا آمنًا للطفل يمكنه الانتقال إليه إذا شعر بالارتباك أو القلق، يمكن أن يكون ذلك المكان غرفة هادئة أو منطقة مخصصة تحتوي على أنشطة مهدئة مثل الألعاب الحسية أو الكتب.

تهيئة الطفل

من المهم أن تهيئي الطفل للمواقف الاجتماعية الجديدة من خلال طرق بسيطة مثل أن تحكي له بعض القصص الاجتماعية التي تشبه المواقف التي سيتعرض لها، أو حتى تمثلي له مشاهد تمثيلية تشبه هذه المواقف حتى يستعد لتقبلها، فيمكن أن يساعد ذلك في فهمه لما يتوقعه وكيفية التعامل بشكل مناسب.

التواصل مع الطفل

تواصلي مع الطفل بطريقة يمكنه فهمها، فاستخدم لغة بسيطة ووسائل بصرية أو إشارات لمساعدته على فهم ما يجري.

توعية الآخرين

حاولي أن توعّي الآخرين حول التوحد وكيفية التفاعل مع طفل التوحد، فيمكن أن يساعد ذلك في تقليل الفهم الخاطئ وردود الفعل غير المفهومة.

الصبر والتفهم

كوني صبورة ومتفهمة مع طفل التوحد، تذكري أنه قد يواجه صعوبة في التواصل الاجتماعي وقد يحتاج إلى وقت إضافي لاستقبال وإدراك الآخرين.

طلب المساعدة الطبية

إذا كنتِ تواجهين صعوبة في التعامل مع طفل التوحد فاطلبي المساعدة من أخصائي نفسي أو متخصص في السلوك، فيمكن أن يقدم لكِ التوجيه والدعم.

بشكل عام فالتعامل مع طفل التوحد في وجود غرباء يتطلب الصبر والتفهم والتحضير، ويمكنك مساعدته في جعل المواقف الاجتماعية أكثر سلاسة لكل من الطفل والأشخاص من حوله.

في الختام، يمكن القول أن خوف أطفال التوحد من الغرباء قد يكون موجودًا في بعض الحالات لكنه ليس بالضرورة عرضًا أساسيًا لاضطراب طيف التوحد، وفهم هذا الجانب من حياة طفل التوحد يتطلب الحكمة والدعم من قبل العائلة والمحيطين.

من الضروري أيضًا التعامل مع الخوف والقلق عند طفل التوحد بحذر واستشارة متخصصين لضمان تقديم الدعم اللازم لهم، ويجب أن يتمتع كل طفل بفرصة للنمو والتطور والحصول على حياة خالية من الخوف والقلق بقدر الإمكان، وهذا يمكن تحقيقه من خلال فهم تجاربهم وتقديم الدعم والحب اللازمين.

احجزي لطفلك جميع الفحوصات الطبية في مركز أندلسية لصحة الطفل بجدة.

احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.

الأسئلة الشائعة

  • هل يجب أن يخاف طفل التوحد من الغرباء؟

  • ما هي طرق التعامل مع الخوف عند أطفال التوحد؟

مشاركة المقال

تواصل معنا

التليفون

البريد الإلكتروني

الموقع

الاسم الأول*
last-name
phone-number
email-address