تأخر النمو عند الأطفال: أعراضه وأسبابه
هل تلاحظين أن طفلكِ أقصر من أقرانه أو أن حجم جسمه أصغر منهم؟ قد تكون هذه بعض مؤشرات تأخر النمو عند الأطفال ونعلم كم يشكل هذا قلقاً لديكِ، ولكن حسناً للحظ أن العلاج المبكر يساعد الطفل على النمو بشكل طبيعي، فتعالي نتعرف سوياً إلى الأعراض والأسباب والعلاج من خلال مقالنا اليوم.
ما هو تأخر النمو عند الأطفال؟
يمكننا ببساطة تعريف تأخر النمو عند الأطفال بأنّه مصطلح واسع يشمل جميع الأسباب والعوامل التي تؤثر على المعدل الطبيعي لنمو الطفل وتسبب تأخره.
يعاني الطفل من تأخر النمو عندما يكون حجمه أصغر مما يجب أن يكون عليه بالنسبة لسنه، وعندما يستغرق نموه وقتاً أطول مقارنةً بالأطفال الآخرين من نفس السن. قد يكون تأخر النمو واضحاً منذ ولادة الطفل بسبب صغر حجمه، أو قد تبدأ الأعراض بالظهور فيما بعد أثناء نموه.
لا يشترط أن يعاني كل طفل قصير القامة من تأخر النمو، إذ أن هناك نسبة قليلة من الأطفال قصار القامة طبيعياً دون سبب مرضي نتيجةً للعامل الوراثي، ولهذا يكون أحد الوالدين على الأغلب قصيراً أيضًا.
معدل النمو الطبيعي
لتميزي بين النمو الطبيعي والمتأخر لدى الأطفال دعينا نستعرض معكِ معدل النمو السليم كالآتي:
- تنمو قامة الطفل بمعدل حوالي 25 ونصف سم منذ ولادته إلى أن يتم عامه الأول، ويعتمد النمو في هذه الفترة على التغذية بشكل أساسي.
- تنمو قامة الطفل بمعدل حوالي 12 ونصف سم بعد إكمال عامه الثاني، إذ تلعب الهرمونات الدور الأكبر في النمو خلال هذه الفترة.
- تنمو قامة الطفل بمعدل حوالي 9 سم ما بين العام الثاني والثالث.
- تنمو قامة الطفل بمعدل حوالي 5 سم سنوياً من بعد العام الثالث إلى سن البلوغ، وقد تظهر بعض الاختلافات في الطول بين البنات والأولاد.
أعراض نقص النمو عند الأطفال
تختلف الأسباب التي تؤدي إلى تأخر النمو عند الأطفال، وتظهر الأعراض التالية لتدل على وجود سبب ما:
- نمو الطفل بمعدل يقل عن 5 سم سنوياً بعد إكمال عامه الثاني.
- بطء تطور المهارات الحركية، مثل تأخر الجلوس والمشي والوقوف.
- تأخر في تطور المهارات العقلية والاجتماعية.
- تأخر ظهور علامات البلوغ.
- ظهور أعراض أمراض الجهاز الهضمي مثل الإسهال والإمساك والقيء، وهذا في حالة أن تأخر النمو ناتج عن أمراض المعدة.
- فقدان الطاقة والشعور بالبرودة، وتظهر هذه الأعراض في حالة تأخر النمو الناتج عن نقص هرمون الغدة الدرقية.
أسباب تأخر النمو عند الأطفال
تتحكم العديد من العوامل في نمو الأطفال؛ منها الجيني والغذائي والهرموني، وتنتج بعض المشكلات التي تؤثر على نمو الطفل عندما يحدث اضطراب في أي من هذه العوامل، وسنستعرض معكِ أبرز أسباب تأخر النمو عند الأطفال في الفقرات التالية:
اضطرابات الغدد الصماء
تتحكم الغدد الصماء في غدد الجسم مثل الغدة الدرقية والغدد التناسلية عن طريق تنظيم إنتاج وإفراز العديد من الهرمونات التي تساعد الجسم على تأدية العديد من الوظائف الهامة، ولهذا يؤدي أي خلل تتعرض له هذه الغدد إلى تأخر النمو على النحو التالي:
نقص هرمون النمو عند الأطفال
تفرز الغدة النخامية التي تنتمي إلى الغدد الصماء العديد من الهرمونات منها هرمون النمو الذي ينتج لدى الأطفال في الصغر. يساعد هرمون النمو الخلايا والأنسجة على التكاثر لنمو جسم الطفل وأعضائه. لا يحافظ جسم الطفل على معدل النمو الطبيعي عندما يقل إفراز هرمون النمو، ما يؤدي إلى التأخر.
قصور الغدة الدرقية عند الأطفال
تنتج الغدة الدرقية ثلاثي اليودوثيرونين (T3) والثيروكسين (T4) وهي هرمونات ذات أهمية كبيرة في تنظيم العديد من الوظائف الحيوية للجسم مثل ضربات القلب وضغط الدم والتحكم في عملية الأيض ومستويات الحرارة. كما أنّها تمد خلايا جسم الطفل بالطاقة اللازمة.
ينتج عن قصور الغدة الدرقية لدى الأطفال قصر القامة وضعف المهارات العقلية وتأخر البلوغ، ويشعر الطفل المصاب بالإرهاق الدائم.
تأخر النمو البنيوي
تنمو عظام الأطفال الذين يعانون من تأخر النمو البنيوي بمعدل أبطأ من أقرانهم، كما أن سن البلوغ يتأخر لديهم ولهذا تكون قامتهم أقصر في أولى سنوات المراهقة. لكن سرعان ما تصل أجسامهم إلى معدل النمو الطبيعي في سنوات الشباب.
الاضطرابات الجينية
قد يؤدي حدوث خلل في جينات الطفل أثناء تكوينه في الرحم إلى الإصابة ببعض المتلازمات التي تؤثر على النمو ومنها:
- متلازمة تيرنر: تصيب البنات فقط وتحدث بسبب فقدان جزئي أو كلي لكروموسوم X وينتج عنها عدد من المشكلات أبرزها تأخر النمو وتأخر التطور الجنسي.
- متلازمة داون: تحدث بسبب وجود نسخة إضافية من كروموسوم 21 لدى خلايا الطفل.
علاج تأخر النمو عند الأطفال
يختلف علاج تأخر النمو عند الأطفال باختلاف السبب الأساسي الذي أدى إليه، وكما استعرضنا معكِ عزيزتي فهناك العديد من الأسباب. يجب زيارة طبيب الأطفال على الفور عن ملاحظة أي أعراض تشير إلى تأخر النوم، حيث سيتابع الطبيب تطور نمو الطفل وصحته على مدى عدة أشهر.
سيفحص الطبيب المختص الطفل لتأكيد تشخيص السبب وراء تأخر النمو لديه ليقترح العلاج الأنسب لحالته، ونعدد لكِ العلاجات المحتملة كالتالي:
- سيصف الطبيب حقن هرمون النمو إذا كان الطفل يعاني من تأخر النمو بسبب قلة إفراز هذا الهرمون ليعوض الجسم حاجته منه. يستمر الطفل على هذه الحقن لعدة سنوات على الأغلب، بينما سيتابع الطبيب الطفل دورياً ويعدل الجرعة المطلوبة إلى أن يستقر معدل النمو.
- سيصف الطبيب أدوية الاستخدام اليومي لهرمون الغدة الدرقية الاصطناعي (ليفوثيروكسين)، إذا كان الطفل يعاني من قصور الغدة الدرقية، ويتوفر الدواء كحبوب أو شراب يتناوله الطفل. يستغرق العلاج عدة سنوات يقيس خلالها الطبيب نسبة هرمون الغدة الدرقية دورياً. قد يحتاج بعض الأطفال إلى أخذ مكملات الهرمون مدى الحياة إذا استمر قصور الغدة الدرقية.
- لا يصف الأطباء علاجاً لتأخر النمو الوراثي الناتج عن التاريخ العائلي لقصر القامة وصغر حجم الجسم.
تشخيص تأخر النمو عند الأطفال
سيطلب طبيب الأطفال بعض الفحوصات والتحاليل لمعرفة السبب الأساسي لتأخر النمو لدى الطفل، وقد يطلب إجراء الأشعة أيضاً، ونذكر لكِ أبرز الفحوصات فيما يلي:
- تحليل الغدة الدرقية للكشف عن أي قصور محتمل في إنتاج الهرمونات.
- تحليل هرمون النمو للتأكد أنّه يفرز بمعدلات طبيعية.
- تصوير الغدة النخامية التي تفرز هرمون النمو للكشف عن أي خلل بها.
- أشعة لعظام يد ومعصم الطفل لمقارنة نمو العظام مع الطول والسن.
قد يحول الطبيب المختص الطفل إلى أخصائي غدد صماء أطفال، إذا كان تأخر النمو ناتجاً عن نقص هرمون النمو أو قصور الغدة الدرقية.
قد يحتاج تأخر النمو عند الأطفال للتشخيص الصحيح والعلاج المناسب لتعود وتيرة نموهم إلى طبيعتها، لذلك ننصحكِ ألا تُأخري زيارة الطبيب لأن التشخيص المبكر يضمن فعالية العلاج. نوفر لكِ في مركز أندلسية لصحة الطفل عيادات متخصصة في جميع النواحي التي تعتني بصحة طفلكِ ومن أهمها في حالات تأخر النمو.
احجزي معنا في عيادة طب الأطفال وعيادة الغدد الصماء.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
مشاركة المقال