الفحص المبكر لحديثي الولادة
يعتبر العامين الأولين للأطفال حديثي الولادة هما الوقت الحاسم لاكتمال نمو الطفل وتطوره، لذلك من المهم جدًا إجراء الفحص المبكر لحديثي الولادة، ومتابعة تطور طفلك.
توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بإجراء فحوصات حديثي الولادة في أول 3 إلى 5 أيام بعد الولادة، ثم على مدار الشهور التالية: الشهر الأول، الشهر الثاني، الشهر الرابع، الشهر السادس، الشهر التاسع، الشهر الثاني عشر، الشهر الخامس عشر، الشهر الثامن عشر، الشهر الرابع والعشرين.
يشير الفحص المبكر لحديثي الولادة إلى مجموعة من الاختبارات والتحاليل الاساسية، بما في ذلك: تحاليل الدم، وفحوصات السمع، والقلب، والعين.
يتم إجراء الفحص المبكر لحديثي الولادة للرضع الذين تتراوح أعمارهم بين يوم إلى يومين، وذلك للتحقق من أي اضطرابات أو أمراض صحية قد ل تظهر أعراضها عند الولادة.
وغالبًا ما تستطيع هذه الفحوصات والاختبارات من الاكتشاف المبكر للتشوهات الجينية ومشاكل القلب والسمع، وغيرها من الأمراض الوراثية.
الفحص المبكر مباشرة بعد الولادة
سيقوم الطبيب بفحص طفلك وإخضاعه لعدد من الاختبارات، بما في ذلك اختبار السمع. ويوصى بالتطعيمات الروتينية لفيتامين ك ومضاد التهاب الكبد ب.
من الطبيعي أن يفقد الأطفال حديثي الولادة بعض الوزن في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة. ويتم وزن الطفل بعدها خلال أول أسبوعين من عمره للتأكد من استعادة الطفل لوزنه.
بحلول أسبوعين بعد الولادة، يصل معظم الأطفال لنفس وزنهم عند الولادة أو أكثر. تُعد زيادة وزن طفلك بمعدل ثابت علامة على أن طفلك يتمتع بصحة جيدة ويتغذى بشكل جيد.
الفحص بين الأسبوع السادس والثامن
يتم إجراء الفحوصات في هذه الفترة للتحقق من صحة نمو الطفل، والكشف المبكر عن بعض الحالات التي يمكن علاجها. بالإضافة إلى ضرورة فحص قوة السمع، والبصر، وطول ووزن ومحيط رأس الطفل.
سيتحقق طبيب الأطفال من مظهر وحركة عينان طفلك. لن يستطيع هذا الفحص من تحديد مدى قدرة طفلك على الرؤية بوضوح، ولكن يمكنه عمل تشخيص مبكر لإعتام عدسة العين.
يحرص الطبيب أيضًا على تذكيرك بإعطاء طفلك التطعيمات التالية على مدار شهرين: الدفتيريا، التيتانوس، السعال الديكي، التهاب الكبد الوبائي ب، شلل الأطفال، المستدمية النزلية، الفيروسة العجلية والمكورات الرئوية.
الفحص بين الشهر السادس والتاسع
يقوم طبيب الأطفال في هذه الفترة باستمرارية فحص وزن الطفل ونموه، وتطور حاسة السمع، والبصر، وصحة الفم.
كما يقوم طبيب الأطفال بالتركيز على تعليم الوالدين بتحسين طرق التواصل، وتطوير اللغة، والتعرض لأشعة الشمس يوميًا، والحفاظ على الطفل من التعرض للإصابة.
إجراءات متطورة للكشف المبكر عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة:
تنقسم عملية الفحص المبكر لحديثي الولادة إلى 3 مراحل:
فحص الدم:
يتم سحب عينة دم من الطفل حديث الولادة، وذلك عن طريق وخز كعب الطفل لجمع عينة دم على ورق ترشيح خاص بجمع الدم. تقوم عينة الدم بالتحقق من وجود أي مشاكل صحية تُصيب الطفل.
يتم إرسال عينة الدم للمختبر لتحليلها، وغالبًا ما تظهر نتيجة قراءات تحاليل الدم بعد خمس غلى سبع أيام من ولادة الطفل.
اختبارات السمع:
يوجد نوعان مختلفان من الاختبارات السمعية التي يتم إجرائها للتحقق من صحة الحالة السمعية عند حديثي الولادة. كلتا الطريقتين تُعتبر آمنة بشكل كلي على الأطفال، ويتم إجرائها بصورة سريعة عندما يكون الطفل نائم.
استجابة جذع الدماغ السمعي:
يستخدم هذا لتقييم جذع الدماغ السمعي واستجابة الدماغ للصوت. يتم إجراء هذا الاختبار عن طريق إدخال سماعة أذن مصغرة لتشغيل الاصوات، لتجعل المولود الصغير يستجيب لهذه الأصوات.
إذا لم تستجب دماغ المولود الصغير للأصوات باستمرار، فقد يشير ذلك إلى وجود مشكلة في السمع.
اختبار الانبعاثات الصوتية:
يساعد هذا الاختبار على تشخيص ما إذا كانت أجزاء معينة من أذن الرضيع تستجيب للصوت. يتم غجراء هذا الاختبار عن طريق إدخال سماعة أذن صغيرة لتشغيل الصوت، وميكروفون لقياس مدى انعكاس الصوت داخل الأذن.
عند تشغيل الأصوات ولم يصدر اي انعكاس للصوت في قناة الأذن من خلال الميكروفون، فقد يشير ذلك إلى ضعف السمع.
اختبار قياس النبض:
يعتبر هذا الاختبار إجراء غير جراحي لقياس كمية الأكسجين الموجودة في دم الرضيع. قد يُظهر الأطفال الذين يعانون من مشاكل في القلب انخفاض مستويات الأكسجين في الدم.
يتم استخدام جهاز قياس الأكسجين عن طريق وضع مستشعرات آمنة كليًا على جلد الطفل. يمكن لاختبار قياس النبض من تحديد ما إذا كان الطفل حديث الولادة قد يكون مصابًا بأمراض القلب الخلقية أو الوراثية.
الأمراض التي يمكن لبعض اختبارات الفحص من تشخيصها مبكرًا:
اضطرابات التمثيل الغذائي:
يعاني بعض الأطفال حديثو الولادة من اضطرابات الأحماض العضوية، التي قد تؤدي بشكل مباشر لاضطرابات التمثيل الغذائي وهضم الطعام.
تأخر الكشف المبكر وعدم فحص الأطفال الذين يعانون من اضطرابات التمثيل الغذائي، قد يؤدي إلى ظهور مشاكل أخرى، مثل: تأخر النمو، ومشاكل في التنفس، وتلف الأعصاب.
اضطرابات الهرمونات:
تحدث اضطرابات الهرمونات عندما يحدث خلل في غدد الجسم، فيحدث زيادة في إفراز الهرمونات أو نقصها وعدم فرزها بشكل كافٍ.
تؤثر اضطرابات الهرمونات على النمو بشكل مباشر، خاصة إذا لم يتم الكشف عنها خلال أول أسبوعين من الولادة.
تشمل مشكلات الغدد الصماء التي يمكن اكتشافها من خلال الفحص المبكر لحديثي الولادة ما يلي:
• قصور الغدة الدرقية الخلقي.
• تضخم الغدة الكظرية الخلقي.
مشاكل الدم والهيموجلوبين:
تؤثر مشاكل الدم والهيموجلوبين على خلايا الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الأكسجين إلى الجسم كله. ومن الأمراض المتعلقة بمشاكل الدم والهيموجلوبين ما يلي:
• مرض فقر الدم المنجلي.
• الثلاسيميا.
الأطفال المصابين بأي نوع من أنواع الاضطرابات أو الأمراض الوراثية يظهرون بصورة طبيعية في الفترة الأولى بعد الولادة. لذلك يجب على الوالدين أن يحرصوا على إجراء الفحوصات المبكرة والتحاليل للكشف المبكر عن اضطرابات حديثي الولادة بأقرب وقت ممكن.
معظم الأطفال المصابين بأي أمراض، أو اضطرابات، أو ظروف صحية قد لا تظهر عليهم الأعراض في سن الرضاعة. إذا لم يتم التشخيص مبكرًا لهذه الحالات فقد تتطور الأعراض لأمراض أشد خطورة.
هذا هو السبب في أن فحص حديثي الولادة ضروري لأنه يساعد في التشخيص المبكر لهذه الحالات حتى يتمكن الأطفال من بدء العلاج في أقرب وقت ممكن، قبل أن يصبح المرض خطيرًا أو حتى يمكن إجراء تدخلات مبكرة.
التشخيص المبكر والعلاج المناسب لاضطرابات حديثي الولادة تعمل على منع المشاكل التي تهدد حياة طفلك وتساعد على نموه الطبيعي.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
مشاركة المقال