كيف يمكن تعديل السلوك عند الأطفال؟
يعاني الآباء مع أطفالهم في تعديل الكثير من السلوكيات غير المرغوبة ومحاولة تحفيزهم لسلوكيات أخرى جيدة، يحاولوا بطرق عديدة ولكن قلما تنجح طريقة ما، وذلك نظرًا لأانه لا توجد طريقة ممنهجة يمكن تساعدهم في مشوارهم هذا. تعديل السلوك عند الأطفال من أصعب الرحلات التي يخوضها كلاً من الآباء والمعلمين مع الأطفال، لذا نتناول في هذا المقال استراتيجيات تعديل السلوك عند الأطفال وكيف يمكن ببساطة دحض سلوك سيء وتشجيع سلوك مفيد وجيد.
ما هي طرق تعديل السلوك عند الأطفال؟
تعديل السلوك هو نهج يستخدم لتعزيز التغييرات الإيجابية في السلوك لدى الأطفال من خلال تعديل بيئتهم بشكل منهجي وتنفيذ الاستراتيجيات التي تشجع السلوكيات المرغوبة مع تثبيط السلوكيات غير المرغوب فيها.
يركز تعديل السلوك على فهم العوامل التي تؤثر على السلوك وكيف يمكن تنفيذ التدخلات لتشكيل وتعزيز السلوكيات المناسبة.
تعتمد الطرق المختلفة في تعديل السلوك على مبادئ نظرية التعلم، مثل:
- التعزيز الإيجابي.
- التعزيز السلبي.
- العقاب.
من أهم القيم التي يقف عليها تعديل السلوك هو التواصل الواضح بين الآباء والمعلمين والأطفال، وإذا تم وضع قواعد وعواقب وحوافز معينة فيجب الالتزام بها وبتطبيقها من الوالدين قبل الأطفال.
يساعد التشجيع عند عمل سلوكيات إيجابية على استقيال الطفل للعواقب والتوجيه عما ينخرطون في سلوكيات غير مرغوب فيها.
خلال تعديل السلوك عند الأطفال يجب الأخذ في الاعتبار عدة عوامل منها:
- احتياجات الطفل الفردية.
- العمر.
- مرحلة النمو وتحدياتها.
في تعديل السلوك، الخطوة الأولى هي تحديد السلوك المستهدف الذي يحتاج إلى تعديل بوضوح، وقد يكون السلوك أي سلوك، مثل:
- تحسين الدراسة.
- إدارة الوقت.
- تقليل السلوك العدواني.
- زيادة المهارات الاجتماعية.
ما هي خطة تعديل السلوك عند الأطفال؟
بمجرد تحديد السلوك، يمكن ببساطة ضع خطة لتحقيق التغير المطلوب في هذا السلوك بالتحديد.
تعديل السلوك الإنساني
كما قلنا مُسبقًا أنه توجد عناصر أساسية يعتمد عليها تعديل السلوك الانساني، دعونا نتعرف إليها كما يلي:
التعزيز الإيجابي
يعتمد التعزيز الإيجابي في الأصل على تقديم المكافآت والتحفيز لتعزيز السلوكيات المرغوبة. على سبيل المثال إذا كنا نريد تحفيز الطفل لإكمال الواجب الدراسي فقد نعطيه مكافأة صغيرة عند فعل ذلك.
من خلال ربط العواقب الإيجابية بالسلوكيات المرغوبة، يتم تحفيز الأطفال على تكرار تلك السلوكيات.
التعزيز السلبي
يعتمد التعزيز السلبي على تجنب العواقب السلبية أو الأنشطة المملة في مقابل الالتزام بالسلوك المرغوب، فمثلاً قد يُسمح للطفل بتخطي العمل الروتيني إذا أكمل واجباته المدرسية على الفور، وهذا يشجع الطفل على الانخراط في السلوك المطلوب لتجنب العواقب السلبية.
العقاب
يُستعمل العقاب بشكل انتقائي لتثبيط السلوكيات غير المرغوب فيها فمثلاً قد يفقد الطفل بعضًا من الامتيازات التي كان يحصل عليها مثل مشاهدة التلفاز أو ممارسة رياضة ما يحبها عندما يقوم بسلوك غير مرغوب فيه، ولكن من المهم الاعتدال في استعمال العقاب وأن يكون في سياق متسق مع السلوك المزموم حتى لا يفقد الطفل احترامه لنفسه ولوالديه.
حجب التعزيز
هنا يمكن تقليل الاهتمام بالطفل عندما يُقبل على السلوكيات غير المرغوب فيها، فيمكن مثلاً توفير الحد الأدنى من الاستجابة للسلوكيات غير المرغوب فيها، ومن هنا يتعلم الطفل أن هذه السلوكيات لا تؤدي إلى أي نتائج مرغوبة، مما يقلل من حدوثها بمرور الوقت.
ما هي طرق تعديل السلوك لذوي الاحتياجات الخاصة؟
يتطلب تعديل السلوك للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة نهجًا مدروسًا وفرديًا يأخذ في الاعتبار تحدياتهم ونقاط قوتهم الفريدة وفيما يلي بعض الاستراتيجيات العامة التي يمكن أن تكون مفيدة في تعديل السلوك:
فهم الطفل
من المهم استغراق الوقت الكافي للتعرف على الشخص جيدًا وتحديد نقاط قوته وضعفه وما يمكن أن يحفزه اتجاه سلوك ما، هذا ما سيساعدك على تحديد المنهج المناسب في تعديل سلوكه.
خلق بيئة منظمة
إنشاء روتين متناسق مع قدرة الشخص وجداول زمنية مرئية يوفر للعديد من ذوي الاحتياجات الخاصة البيئة المناسبة لكي يتوجهوا للسلوك المرغوب فيه.
التعزيز الإيجابي
يتضمن التعزيز الإيجابي مكافأة السلوكيات المرغوبة لتشجيع تكرارها ومن المهم تحديد المكافآة المفضلة للشخص، مثل المديح أو الرموز المميزة واستخدامها فورًا لكي يصل الفرد بين السلوك المرغوب والمكافآة.
تعليمات واضحة وموجزة
من المهم أن تكون التعليمات بسيطة ومحددة وسهلة الفهم كما يمكن تقسيم المهام إلى مهام أصغر، واستخدام الوسائل البصرية أو القصص الاجتماعية لدعم الفهم.
الدعم البصري
يمكن أن تكون الوسائل البصرية أدوات قوية لدعم التواصل والفهم، إذ يمكن أن تساعد الجداول المرئية والمخططات وبطاقات الإشارة الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة على فهم التوقعات والتحولات والخيارات السلوكية.
تعليم السلوكيات البديلة
بدلاً من التركيز فقط على إيقاف السلوكيات غير المرغوب فيها، يمكن تعليم وتشجيع السلوكيات البديلة الأكثر ملاءمة. على سبيل المثال، إذا كان الشخص يميل إلى الإحباط وإظهار العدوان، فعلمه طرقًا بديلة للتعبير عن احتياجاته أو مشاعره، مثل استخدام استراتيجية الهدوء أو طلب استراحة.
تنفيذ الاستراتيجيات الحسية
الحساسيات الحسية شائعة بين الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، لذا من المهم تحديد المحفزات الحسية وتوفير أماكن مناسبة عن طريق استخدام سماعات إلغاء الضوضاء وضبط ظروف الإضاءة.
تشجيع المهارات الاجتماعية والإدماج
دعم فرص التفاعل الاجتماعي والإدماج من الاستراتيجيات التي تساعدهم على تطوير المهارات الاجتماعية وذلك من خلال تسهيل التفاعلات بين الأقران وتشجيع الانضمام إلى الأنشطة والمجموعات المجتمعية المناسبة.
ممارسة الصبر والتعاطف
يتطلب تعديل السلوك وقتًا وجهدًا ثابتًا، لذا من المهم ممارسة الصبر والتعاطف والاستعداد لتكييف الاستراتيجيات حسب الحاجة.
كل فرد فريد من نوعه، وما يصلح لشخص ما قد لا يعمل لصالح شخص آخر، ومما يساعد أكثر إشراك الشخص وعائلته وأي متخصصين يشاركون في رعايتهم لإنشاء خطة فردية تعالج احتياجاتهم وأهدافهم المحددة.
كيف يمكن تعديل السلوك لزيادة النشاط البدني؟
يوجد عدة استراتيجيات تساعد على زيادة النشاط البدني من خلال تعديل السلوك، منها الآتي:
- ضع أهداف واضحة وقابلة للتحقيق: وضع أهداف محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وذات صلة ومحددة زمنياً (SMART) تتعلق بالنشاط البدني يساعد كثيرًا في زيادة النشاط البدني فعلى سبيل المثال : يمكن وضع هدف بالمشي لمدة 30 دقيقة خمسة أيام في الأسبوع أو الانخراط في رياضة معينة لعدد معين من الجلسات شهريًا.
- ابدأ بخطوات صغيرة: ابدأ بأنشطة واقعية يمكن التحكم فيها لبناء الزخم وتجنب الإرهاق وزد النشاط بشكل تدريجي.
- اجعلها ممتعة: ابحث عن الأنشطة التي يتمتع بها الطفل وتتماشى مع اهتماماته وقدراته مثل: الرياضات الجماعية أو الرقص أو المشي لمسافات طويلة أو السباحة أو أي شكل آخر من أشكال النشاط البدني يجدونه جذابًا.
- خلق بيئة داعمة: تعزيز بيئة تشجع النشاط البدني من خلال توفير الوصول إلى المعدات أو المرافق المناسبة وتوفير الدعم من العائلة أو الأصدقاء أو الأقرانيمثل دورًا مهمًا في تحفيز النشاط البدني والحفاظ عليه.
- تتبع التقدم: تتبع مستويات النشاط البدني اللطفل عن طريق التسجيل أو عداد الخطى أو تطبيق اللياقة البدنية أو أي طريقة أخرى مناسبة.
- إنشاء روتين: وضع جدول زمني منتظم للنشاط البدني يمكن أن يساعد على الالتزام، كذلك ويمكن لدمج النشاط البدني في الروتين اليومي أن يكون له تأثيرًا إيجابيًا على الالتزام.
- كن قدوة: أظهر نمط حياة نشطًا بنفسك، ومن المرجح أن يحذو الطفل الذي تحاول تحفيزه حذوه. انخرطا في الأنشطة البدنية معًا وعبرعن التأثير الإيجابي لها على أولاً بأول.
ما هو تعديل السلوك المعرفي؟
التعديل السلوكي المعرفي هو نهج علاجي يركز على تحديد وتعديل الأفكار والمعتقدات والسلوكيات غير المفيدة لتحسين السلوك وتعزيز التغيير الإيجابي. يجمع هذا النوع من تعديل السلوك بين عناصر العلاج المعرفي وتعديل السلوك لمعالجة مختلف المشكلات النفسية. ينطوي تعديل السلوك المعرفي على مكونات عديدة أهمها الآتي:
- إعادة الهيكلة المعرفية: عن طرق تحديد وتحدي الأفكار والمعتقدات السلبية أو غير العقلانية وذلك من خلال معرفة الفرد للتشوهات المعرفية الي تحكم فكره مثل القطبية أو السلبية واستبدالها بأنماط تفكير أكثراتزانًا وواقعية.
- المراقبة الذاتية: يعد تتبع الأفكار والعواطف والسلوكيات جانبًا أساسيًا من جوانب التعديل السلوكي المعرفي، فمن خلال المراقبة الذاتية، يكتسب الأفراد نظرة ثاقبة على أنماط ومحفزات أفكارهم وسلوكياتهم.، ويشكل هذا الوعي أساسا لتحديد المجالات المستهدفة للتعديل وتقييم التقدم المحرز مع الوقت.
- مهارات حل المشكلات: تعلم مهارات حل المشكلات يساعد في المواجهة والتحكم نسبيًا في ردود الأفعال واتخاذ خيارات بناءة.
- تعلم تقنيات الاسترخاء وإدارة الإجهاد: يمكن أن يكون تعلم وممارسة تقنيات الاسترخاء، مثل التنفس العميق أو استرخاء العضلات التدريجي أو اليقظة من الأدوات التي تساعد على إدارة التوتروالقلق.
ما هو تعديل السلوك العدواني؟
تتطلب معالجة العدوانية عند الأطفال نهجًا ذو أذرع متعددة يتضمن فهم الأسباب الكامنة وراء هذا السلوك وتحديد طريقة تعديل السلوك الفعالة لكل طفل على حدى. فيما يلي بعض الاستراتيجيات التي يجب مراعاتها:
- تحديد المحفزات: من المهم مراقبة وتحديد المحفزات المحددة التي تؤدي إلى سلوك عدواني لدى الطفل ومن هذه المحفزات: الإحباط والتعب والجوع أو بعض المواقف الاجتماعية. يمكن أن يساعدك فهم المحفزات على تطوير استراتيجيات لمنع أو إدارة الانفجارات العدوانية.
- تعليم التنظيم العاطفي: يمكن مساعدة الطفل على تطوير مهارات للتعرف على عواطفه وإدارتها بالطرق المناسبة، إذ يمكن تشجعيهم على التعبير عن مشاعرهم من خلال الكلمات أو تمارين التنفس العميق أو الانخراط في أنشطة مهدئة مثل الرسم أو الاستماع إلى الموسيقى، كما يمكن تعلميهم المشكلات لمعالجة النزاعات أو الإحباطات.
- وضع قواعد واضحة: وضع قواعد واضحة ومناسبة لعمر الطفل وإبلاغه بها من الطرق المهمة لتجنب العنف.
- تنمية التعاطف: ساعد الطفل على تنمية التعاطف والتفهم تجاه الآخرين وعلمهم التفكير في مشاعر ووجهات نظر الآخرين وتشجيع التفاعلات الاجتماعية الإيجابية. الانخراط في الأنشطة التي تعزز التعاطف، مثل لعب الأدوار أو المشاركة أو التطوع سيكون مفيدًا بقدر كبير.
شاهدي الفيديو التالي لتتعرفي إلى خطة تعديل سلوك الطفل العنيد و كيف تتعاملين مع عناد الأطفال
ختامًا، تعديل السلوك عند الأطفال له استراتيجيات عديدة وكلها تعتمد بشكل أساسي على المعرفة الجيدة بنفسية الطفل ونقاط ضعفه وقوته وما هو السلوك المعني بالتغيير وكيف يمكن تحفيز الطفل اتجاه سلوك معين أو ضد سلوكٍ آخر. لا تتردد في استشارة المتخصصين لتعرف الطريقة المناسبة لطفلك ولك في آن واحد.
احجز معنا في مركز أندلسية لصحة الطفل مع نخبة من الأطباء المتميزين.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
الأسئلة الشائعة
ماهي طرق تعديل السلوك؟
كيف اعرف ان طفلي يحتاج تعديل سلوك؟
مشاركة المقال