العلاج النفسي للخوف عند الاطفال
العلاج النفسي للخوف عند الاطفال
الخوف هو شعور لا إرادي يحدث لنا منذ بداية حياتنا، وتختلف نسبة الخوف ونوعه باختلاف سن الطفل، ويبدأ في الخوف
من الأصوات الصاخبة والأماكن المُعْتِمة، وكل هذا لا يُشَكِّل أي قلق بل إنها حالة طبيعية تحدث للطفل.
مراحل الخوف عند الاطفال باختلاف أعمارهم
منذ بداية حياة الطفل بعد الولادة وحتى يصل لعامه الثاني، يبدأ في الإحساس بوالديه ويشعر بالخوف إذا ابتعد عنهم، كما يشعر بالخوف من رؤية الأشياء كبيرة الحجم والأصوات الغريبة عنه.
عند وصول الطفل إلى سن الثلاث سنوات حتى ست سنوات، أي مرحلة ما قبل دخول المدرسة، يُصْبِح الخوف عنده من أشياء مثل رؤية كائنات خيالية والأشباح الموجودة على التلفاز، والخوف من النوم وحيداً والأصوات الغريبة ليلاً.
يبدأ الطفل في الخوف من الأشياء الحقيقية التي تحدث لنا عند وصوله لعامه السابع وحتى العام السادس عشر، مثل خوفنا من المرض والموت ومواجهة حادثٍ ما.
العلاج النفسي للخوف عند الاطفال
أسباب الخوف عند الأطفال
يشعر الطفل بتهديدٍ وخوف من مواقف يواجها وليست لديه القدرة على فهمها، وتتنوع هذه المواقف باختلاف شخصية الطفل، وإذا خاف طفل من شيء ما ليس بالضرورة أن يخاف جميع الأطفال من نفس الشيء.
من المواقف التي تبقى عالقة في ذهن الطفل، مشاهدته لحادثٍ ما مثل حوادث السير المختلفة، فمن الطبيعي أن يشعر الطفل بالخوف حتى يكبر.
يشعر الطفل بالخوف من ردود أفعال البالغين تجاه طفل آخر أو تجاه أشياء معينة مثل التعرض لحوادث مفاجئة أو رؤية حيوانات مفترسة.
تُعَدّ المشاكل الأسرية سبب رئيسي في شعور الطفل بالتوتر والخوف.
يجب على الوالدين وجميع أفراد الأسرة بشكل عام منح الثقة للطفل وجعله يشعر بقيمة ذاته، فكثير من تصرفات الوالدين ما تتسبب في انعدام شخصية الطفل والتقليل من احترامه لنفسه وللآخرين.
تؤثر الأحداث الماضية التي سبق وتعرَّض لها الطفل في مستوى الخوف والقلق لديه، وتزيد هذه النسبة عند الأطفال الذين يملكون خيال واسع الآفاق.
العلاج النفسي للخوف عند الأطفال
يُعْتَبَر الخوف حالة انفعالية طبيعية عندما تكون السيطرة عليه ممكنة، أما الخوف الزائد عن الطبيعي فيتم اعتباره خوفاً مرضياً يلازم الطفل، ويكون ذات تأثير سيء على شخصيته ومن الممكن أن يلازمه طوال حياته.
يجب على الآباء متابعة الأطفال باستمرار والعمل على وقايتهم من الوقوع في فخ الخوف المَرَضِي ويتم معالجة المشاكل منذ بدايتها حتى لا تكبر.
العلاج النفسي للخوف عند الاطفال
نصائح للآباء في مواجهة خوف أطفالهم
يجب على الوالدين مساعدة أطفالهم في حالة شعورهم بالخوف، فإن مراعاة شعور الطفل في هذه المرحلة يُعْتَبر
أهم مراحل العلاج ولا يجب الاستهانة بشعوره او التحدث فيه أمام الآخرين مهما كانت صلة الطفل بهم.
الحرص بشدة على عدم إظهار أي مخاوف أو هلع بسبب موقف ما أمام الأطفال.
يجب على الأب والأم الاتزان وتمالك الأعصاب، والابتعاد عن الصراخ والغضب أمام الطفل.
محاولة منح الطفل الحب والحنان والقبلات ولكن ليس بشكل مبالغ فيه لعدم حدوث نتيجة عكسية.
تخصيص جزء من الوقت للطفل لمشاركته نشاطاته وهواياته، والعمل على قراءة قصص له تتحدث عن الشجاعة والقوة والبطولات.
عدم السماح للآخرين بإيذائه، وقبل أن ندافع عنه في المشاجرات، يتم توجيهه للدفاع عن نفسه ليكتسب الثقة وقوة الشخصية.
تكلفة الطفل بمسئوليات على قدر عمره، ومدحه أمام عائلته والآخرين على إتمامها بشكل جيد.
العمل على تسجيل الطفل في مجموعات دينية وثقافية وفنية، وبذلك يتم تشجعيه على روح العمل الجماعي، بالإضافة لعدم السماح له بمشاهدة أفلام الرعب والعنف وقصص الرعب.
يجب على الطفل مواجهة خوفه تدريجياً، ولذلك فإن تَجَنُّب مصدر الخوف بشكل كامل ليس الحل المثالي لعلاج المشكلة، بالإضافة
إلى أنه لا يمكن أن يتحمل الطفل ما لا يطيقه، فيجب التعامل بوسطية في حل المشكلة.
على الوالدين تَقَبُّل حالة الخوف عند الطفل والعمل على فهمه بشكل عقلاني، فإن تقديم الدعم للطفل وطمأنته يعمل على رفع معنوياته والحد من تفاقم الأمر.
اختيار أسلوب الكلام مع الطفل يلعب دوراً كبيراً في استقرار حالته النفسية، فالأسلوب الهادئ يساعده في التحدث عن خوفه والتغلب عليه.
ليست كل حالات الخوف عند الطفل تكون سيئة، بل أن هناك مواقف يجب أن يخاف فيها الطفل مثل التحذير من مُصادقة الغرباء، وعندما يكبر سيدرك بأن هذا الخوف كان جيداً لأنه كلما كَبُر الطفل زاد وعيه وقدرة على التفرقة بين الواقع والخيال.
طريقة مواجهة مخاوف الطفل
استخدام التدريج من 1-10 يعتبر من الوسائل المختلفة لتحديد ما هي درجة الخوف عند الأطفال، حيث الأقل خوفاً هو رقم 1 والأكثر خوفاً هو رقم 10، وإذا استمرت متابعة الطفل بهذه الوسيلة ستقل درجة خوفه كلما تعرَّض لخوفٍ ما.
استخدام جُمَلْ إيجابية وتحفيزية للطفل مثل "ستكون الأمور بخير" أو " يمكنك فعل ذلك" تُعَلِّم الطفل أن يُشجع
نفسه عندما يقابل مصدر خوف في حياته.
تدريب الطفل على أساليب الاسترخاء المختلفة، كأن يتخيل نفسه يطفو على سحابة، او مُستلقي على شاطئ بحر، وأن
يأخذ نفساً عميقاً، يؤهل الطفل إلى تحويل الخوف من وحشٍ مخيف إلى وحشٍ مضحك.
العلاج النفسي للخوف عند الأطفال
ما هو علاج الخوف عند الاطفال؟
يمكن تشجيع الطفل من خلال اتخاذه لشخصيةٍ ما موجودة في القصص قدوة له في مواجهة مخاوفه.
لا يُعَد العقاب فعالاً في أوقات الخوف، إذْ تجعل الطفل في حالة حيرة بين مواجهة الخوف وتلقي العقاب، فيمكن أن يرفض تحدي خوفه وتلقي العقاب في كل مرة مما يزيد الأمور تعقيداً.
التحلي بالصبر على الطفل في مواجهة خوفه يعتبر من الأشياء اللازم توافرها لدى الوالدين للوصول بالطفل إلى التغلب على مخاوفه.
طرق علاج الخوف عند الأطفال
لأن استجابة الطفل للعب تكون بنسبة كبيرة، فإن اللعب مع الطفل وتحويل ما يخيفه إلى لعبة يجعله يتغلب عليه، ويعتبر ذلك من ضمن ممارسة الأنشطة التحفيزية للطفل.
عرض مقاطع فيديو بها مواد تساعد على الاسترخاء والهدوء تجعل الطفل يصل إلى أساليب صحيحة لمواجهة مصادر خوفه والتغلب عليها باستخدام خياله الواسع.
تعريض الطفل لمصادر خوفه بصورة تدريجية تعتبر وسيلة فعَّالة في التغلب على خوفه.
العمل على دعم الطفل وزيادة ثقته بنفسه، وجعله يعبر عمَّا في داخله وتنمية قدراته تجعله قادر على مواجهة مخاوفه.
إجبار الطفل على التورط في مواقف يخاف منها لا يساعده في القضاء على مخاوفه، بل يزيد الأمر تعقيداً
ويجعله يفقد الثقة فيمن دفعه للتورط في هذه المواقف، وتبقى هذه المواقف عالقة في ذهنه طوال حياته.
التعامل مع الأمر بشكل حقيقي وعدم التحدث في مخاوف الطفل أمام الآخرين وعدم التقليل منه.
استخدام اقوال مثل " لا تفعل ذلك مثل الأطفال" يمكن أن تجعل المشكلة تسوء، فيجب استبدالها بأقوال مثل " أفهم
أنك خائف وهذا ليس عيباً، أنا كنت مثلك سابقاً".
وبذلك نكون قد وضَّحنا في هذه المقالة ما هو الخوف عند الأطفال والأسباب التي تؤدي إليه، وطرق علاجه والتغلب
عليه بأساليب علمية وحديثة تجعل من الطفل شخصية قوية، تنمو بشكل صحيح وقادرة على مواجهة أي مواقف صعبة.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
مقالات ذات صلة
اسباب مرض الصرع عند الأطفال
كيفية التعامل مع الطفل العصبي
الإرشاد النفسي والصحة النفسية للطفل
عيادة الارشاد النفسي
مشاركة المقال