ما أعراض سرطان القولون عند الأطفال وما أسبابه؟
يُعد سرطان القولون من الأمراض التي تشكل قلقًا متزايدًا في صفوف الأطفال، على الرغم من أنه يُعتبر نادرًا بالمقارنة مع البالغين، إلا أنه لا يزال من المهم فهمه والتعرف إلى تأثيره على الصغار، إذ يتسبب سرطان القولون عند الأطفال في تحديات صحية ونفسية للأسر والأطباء على حد سواء، ومع ذلك، فإن التعريف المبكر والتدخل الطبي الفعّال يمكن أن يساعدا في تحسين نتائج العلاج ودعم صحة الطفل. من خلال زيادة الوعي حول هذا الموضوع، نطمح إلى توفير المعرفة الضرورية للكشف المبكر والعناية الشاملة بهذا المرض، بهدف تحسين جودة حياة الأطفال المتأثرين ودعمهم ودعم عائلاتهم خلال هذه الرحلة.
ما هو سرطان القولون عند الأطفال؟
إن سرطان القولون لدى الأطفال نادر جدًا، إذ تُقدّر معدلات الإصابات بحوالي 0.3 إلى 2 حالة لكل مليون، وهو ما يمثل 0.4٪ من جميع الأورام الخبيثة المميتة لدى المرضى.
هو سرطان يصيب القولون، الجزء الأخير من الجهاز الهضمي الذي ربط الأمعاء الدقيقة بالمستقيم. وعادة ما تعتمد علاماته وأعراضه في مرحلة الطفولة على مكان تشكل الورم، وسنتعرف إليها بالتفصيل في سطور المقال.
ما هي أسباب سرطان القولون عند الأطفال؟
تختلف أسباب سرطان القولون عند الأطفال عن أسبابه عند البالغين. في البالغين، يرتبط عادةً بعوامل مثل: العمر، والسمنة، ونظام غذائي غير صحي غني بالدهون، والتدخين.
أما في الأطفال، فإن الأسباب الأكثر شيوعًا هي:
- العوامل الوراثية: قد يكون سرطان القولون عند الأطفال ناتجًا عن طفرة في جين واحد أو أكثر، كما أنه هناك العديد من المتلازمات الوراثية المرتبطة بزيادة خطر الإصابة، مثل: متلازمة لينش (Lynch Syndrome)، ومتلازمة بوليانا (Pollyanna Syndrome).
- التعرض للإشعاع: قد يزيد التعرض للإشعاع في مرحلة الطفولة من خطر الإصابة بسرطان القولون عند الأطفال، وغيره من السرطانات.
- الالتهابات: قد تزيد بعض الالتهابات، مثل التهاب القولون التقرحي، من خطر الإصابة.
من المهم معرفة أن أكثر من 70٪ من حالات سرطان القولون لدى الأطفال متفرقة، مما يعني أنها تحدث دون سبب معروف.
ما أعراض سرطان القولون عند الأطفال؟
تختلف أعراض سرطان القولون والمستقيم لدى الأطفال حسب موقع الورم داخل القولون أو المستقيم. من المهم أن يكون الآباء يقظين ويبحثون عن الرعاية الطبية إذا كان طفلهم يعاني من أي من الأعراض التالية:
- ألم في البطن، والذي قد يتراوح بين ألم طفيف وتشنُّج شديد،
- تغييرات في حركات الأمعاء: الإمساك أو الإسهال عند الاطفال قد تكونا علامات مبكرة، لذا يجب مراقبة التغيرات المستمرة في عادات الأمعاء عن كثب.
- وجود دم في البراز: يجب ألا يُغفل وجود دم في براز الطفل أبدًا، فهو مؤشر شديد لوجود حالات يجب تداركها.
- فقدان الوزن غير المفسّر.
- فقر الدم: قد يؤدي سرطان القولون والمستقيم إلى انخفاض في خلايا الدم الحمراء(انيميا نقص الحديد)، مما ينتج عنه فقر الدم لدى الطفل، ويظهر ذلك على شكل أعراض التعب والدوخة والبشرة الشاحبة.
- من المهم أن نلاحظ أن هذه الأعراض قد يسببها أيضًا حالات أخرى، مثل العدوى، ومع ذلك، إذا استمرت أو تفاقمت أي منها، فإنه من الضروري استشارة الطبيب المختص لمزيد من التقييم.
ما طرق تشخيص سرطان القولون عند الأطفال؟
يتضمن تشخيص سرطان القولون والمستقيم لدى الأطفال سلسلة من الاختبارات والإجراءات لتحديد نوع ومرحلة المرض بدقة.
يستعين الطبيب بعدة عوامل لتشخيص الحالة وتفسير الأعراض بناء على حالة كل طفل، ومن الطرق المستخدمة ما يلي:
- إجراء الفحص البدني ومعرفة التاريخ الطبي للطفل، والاستفسار عن أي أعراض مثيرة للقلق أو تاريخ عائلي للسرطان.
- اختبارات الدم، يُجرى عادةً صورة الدم الكاملة (CBC) وتحليل المستضد السرطاني المضغي (CEA)، لتقييم الصحة العامة للطفل وتقييم العلامات المحددة المرتبطة بالسرطانات.
- اختبارات التصوير، قد تُجرى الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي؛ لتوفير صور مفصلة للقولون والمستقيم والمناطق المحيطة. تساعد هذه الاختبارات في تحديد مدى انتشار السرطان وما إذا كان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
- تنظير القولون، وهو إجراء شائع يستخدم لتشخيص أمراض الجهاز الهضمي عبر إدخال أنبوب طويل ومرن مع كاميرا في نهايته عبر المستقيم وتوجيهه إلى القولون، مما يسمح للطبيب بفحص المنطقة لاكتشاف أي تغييرات غير طبيعية أو علامات على السرطان.
- الخزعة، تنطوي على أخذ عينة صغيرة من أنسجة القولون أو المستقيم لفحصها تحت المجهر. يساعد هذا الإجراء في تأكيد وجود الخلايا السرطانية وتقديم معلومات هامة حول نوع السرطان المحدد ومرحلته.
ما هي طرق علاج سرطان القولون والمستقيم لدى الأطفال؟
- تعتمد استراتيجية العلاج لسرطان القولون والمستقيم لدى الأطفال على عوامل متعددة، بما في ذلك مرحلة السرطان والصحة العامة للطفل. قد تشمل خيارات العلاج ما يلي:
- 1. الجراحة: غالبًا ما تكون الإجراءات الجراحية هي العلاج الأساسي لسرطان القولون والمستقيم لدى الأطفال أو الكبار، ويكون الهدف هو إزالة الورم وأي أنسجة متأثرة محيطة به.
- 2. العلاج الكيميائي: تُستخدم أدوية قوية لتدمير الخلايا السرطانية أو منع نموها. قد يُنصح به قبل أو بعد الجراحة لتقليل حجم الأورام، واستهداف أي خلايا سرطانية متبقية، أو تقليل مخاطر العودة.
- 3. العلاج الإشعاعي: يستخدم طاقة شعاعية عالية لاستهداف وتدمير الخلايا السرطانية. يمكن استخدامه بالتزامن مع الجراحة أو العلاج الكيميائي لعلاج سرطان القولون والمستقيم لدى الأطفال.
- 4. العلاج المستهدف، وهو نهج علاجي يستهدف بشكل خاص خلايا السرطان دون الإضرار بالخلايا الصحية. قد يُستخدم هذا النوع من العلاجات في بعض الحالات خاصة إذا كانت هناك طفرات جينية محددة موجودة.
ما هي الأدوية الآمنة لعلاج سرطان القولون عند الأطفال؟
تُحدد خطة العلاج من قبل فريق من الأطباء الخبراء في علاج سرطانات الأطفال بناء على حالة الطفل، ومن المهم الإشارة إلى أن خطة العلاج الدوائية قد تسبب آثارًا جانبية تؤخذ في الاعتبار، والأدوية المعتمدة لدى البالغين قد لا تكون بالضرورة آمنة للأطفال.
فيما يلي بعض الأدوية التي قد يلجأ لها الأطباء مع الطفل خلال رحلة العلاج:
أدوية العلاج الكيميائي، مثل: أوكساليبلاتن (Oxaliplatin)، وفلورويوراسيل (Fluorouracil)، وكابيسيتابين (Capecitabine) وغيرها.
العلاج المناعي باستخدام أدوية، مثل: إيبيليموماب (Ipilimumab) ونيفولوماب (Nivolumab) وغيرها.
ستعتمد خطة العلاج لكل طفل على مرحلة السرطان وعمر الطفل وصحته العامة وعوامل فردية أخرى. من المهم ملاحظة أن كل حالة من حالات سرطان القولون لدى الأطفال فريدة من نوعها، وستتطلب أدوية محددة وجرعات مختلفة.
اخيرا:
بينما يشاهد سرطان القولون بشكل أساسي في البالغين، من المهم أن ندرك أن الأطفال قد يتأثرون أيضًا بهذه الحالة، وتختلف توقعات الشفاء من سرطان القولون عند الأطفال اعتمادًا على عوامل عدة أهمها مرحلة السرطان، ومدى انتشاره، واستجابة الطفل للعلاج، من المهم أن نلاحظ أن الكشف المبكر والعلاج السريع يمكن أن يحسنا بشكل كبير من فرص النتائج الناجحة. الاستشارات المنتظمة للمتابعة والرصد المستمر أمور أساسية لضمان صحة الطفل على المدى الطويل.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
الأسئلة الشائعة
هل سرطان القولون يصيب الصغار؟
كيف يكون براز المصاب بسرطان القولون؟
مشاركة المقال