تعديل سلوك العناد عند اطفال التوحد
تعديل سلوك العناد عند اطفال التوحد:
في طفولتي كان الجميع يصفني بالعناد وعدم حب الناس والتجاهل واللامبالاة كانت علاقتي بأقراني في المدرسة سيئة للغاية
وكثيراً ما كنت أتعرض للتنمر، عندما كبرت ظللت أعاني من مشكلة في التواصل بشكل جيد مع الناس رغم أنني مبدعة كثيراً في دراستي وعملي بشكل يكاد يكون استثنائياً.
الآن وأنا في العشرينات من عمري بدأت أدرس الأعراض التي أعاني منها بشكل أكثر وضوحاً مثل عدم قدرتي على تكوين الصداقات
كرهي للمناسبات الاجتماعية، حساسيتي الشديدة للضوء واللمس، عدم وضوح تعابير على وجهي عند الحديث مع الناس وغيرها من الأعراض.
استشرت أحد الأطباء حتى عرفت أن ما كنت أعانيه من طفولتي هو "اضطراب طيف التوحد" الذي ظللت أعاني منه حتى البلوغ
دون أن يكتشف أحدهم أنه سبب تصرفاتي الغريبة وغير المقبولة!
لهذا أكتب لك هذا المقال لأساعد كل أب وأم على اكتشاف الأعراض التي يعاني منها أطفالهم في بدايتها والتعامل معها بشكل صحيح
حتى لا يظل الطفل يعاني حتى بلوغه بسبب تصرفات خارجة عن إرادته، لو عرفت أسبابها لتعاملت معها بطريقة صحيحة
ولساعدت صغيرك أن يعيش حياة أفضل! دعونا نتعرف على أعراض التوحد عند الأطفال وتصرفات العناد عند أطفال التوحد، وكيف يمكننا التعامل معها.
أعراض التوحد عند الأطفال
تختلف أعراض التوحد عند الأطفال من طفل لآخر ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة التي يمكننا ملاحظتها مثل:
نقص مهارات التواصل الإجتماعي مع الآخرين وعدم القدرة على التفاعل.
عدم الاستجابة لمناداة الآخرين له وقد يبدو الأمر من الخارج كما لو أنه تجاهل أو لامبالاة في حين أنه غير ذلك قد يفهم الكلام بشكل حرفي.يفضل التواجد بمفرده أغلب الوقت.
يفضل التواجد بمفرده أغلب الوقت.
قد يكون للطفل أنماط حركية غريبة تلازمه مثل أن يسير على أصابع قدميه أو القيام بحركات غير متزنة.
الحساسية المفرطة تجاه الضوء والوضاء واللمس.
في بعض الحالات قد يعاني طفل التوحد من صعوبة في التعلم وتأخر دراسي وفي حالات أخرى يكون الطفل ذو ذكاء مرتفع ومواهب متميزة
مقارنة بأقرانه لكنه يجد صعوبة في تطبيق ما يتعلمه في حياته اليومية.
السؤال الذي يدور في أذهان الكثير من أولياء الأمور: متى يمكنني اكتشاف أن طفلي مصاب باضطراب طيف التوحد؟
في الغالب تظهر أعراض اضطراب طيف التوحد على الأطفال في سن مبكرة في العامين الأولين من حياته
يمكنك ملاحظاتها في تأخر المهارات اللغوية والاجتماعية للطفل
ونقص استجابته بشكل ملحوظ.
حينها يرجى زيارة الطبيب المختص للتشخيص الصحيح لطفلك ومعرفة الطرق الصحيحة للتعامل معه.
أسباب سلوك العناد عند اطفال التوحد؟
من الشائع أن يتصرف الطفل المصاب بالتوحد بطريقة قد تبدو مزعجة أو صعب التعامل معها بالنسبة للكبار على سبيل المثال قد تطلب من طفلك
شيء ولا يسمع كلامك، أو تنادي عليه باسمه ولا يرد عليك ولا ينتبه، أن يقوم بتصرف محرج مثل أن يخلع ملابسه في مكان عام
أو يضرب طفل آخر وغيرها من التصرفات التي قد تتسم بالعدوانية أحياناً.
لماذا يتصرف طفل التوحد بهذه الطريقة؟
هناك عدة أسباب قد تكون محفزة لهذه التصرفات عند طفلك مثل:
أن تكون البيئة المحيطة غير مألوفة لديه أو لم يستطع ممارسة طقوسه المعتاد عليها في أمر من الأمور مما يشعره بالإنزعاج.
طفل التوحد يجد صعوبة كبيرة في الانتقال من نشاط لنشاط آخر أو من مهمة لمهمة أخرى على خلاف باقي الأطفال، في حالة طلبت منه
هذا فإنه يحفز الشعور بالألم والانزعاج عنده مما قد يدفعه لسلوك غير لائق.
يعاني طفل التوحد من تغييرات حسية عن غيره من الأطفال، مثلاً: قد يعاني من حساسية شديدة للضوء أو للمس شيء معين
أو الضوضاء وعلى العكس تماماً قد يعاني من رغبة ملحة في لمس شيئ ما أو سطح ما، يؤثر هذا كثيراً على الحالة النفسية لطفل التوحد
وقد تكون من المحفزات التي تجعله يتصرف بشكل غير لائق.
يصاب طفل التوحد بالإحباط إذا توقعت منه فعل شيء معين صعب عليه ولم يقم بفعله مثل أن تتوقع منه إنهاء درس معين في وقت محدد
أو ارتداء ملابسه معتمداً على نفسه، يحفز عدم قدرته على تلبية توقعاتك مشاعر الإحباط لديه التي بالطبع تؤثر على سلوكه.
إذا كان طفل التوحد يعاني من مشاكل في النوم تمنعه من النوم بشكل كاف يؤثر هذا على سلوكه وتصرفاته بشكل كبير.
إذا كان طفلك يعاني من حالة أخرى بجانب التوحد وأنت لا تلاحظ الأمر مثل أن يعاني من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أو الاكتئاب
لهذا ينصح بالمتابعة الدورية مع طبيب مختص لتشخيص حالة طفلك وأسباب تصرفاته بشكل سليم.
تعديل سلوك العناد عند اطفال التوحد
يحتاج طفل التوحد بالطبع إلى المتابعة مع طبيب مختص لوصف برنامجاً علاجياً شاملاً يتضمن الأنشطة وتمارين اليقظة الذهنية وغيرها
للمساعدة في تحسين طفل التوحد على تطوير مهاراته والتفاعل مع الوسط المحيط به.
ولكن بجانب هذا هناك عدة أمور ننصح بها أولياء الأمور لمساعدتهم في تعديل سلوك العناد عند اطفال التوحد بشكل سليم مثل:
راقب جيداً المحفزات التي تحفز طفلك على السلوك العدواني وغير اللائق واحرص على الحد منها قدر الإمكان
مثل التغيير المفاجئ في طقوسه والأمور التي اعتاد عليها، أو الانتقال من نشاط لنشاط بشكل مفاجئ، أو حساسيته للضوء والصوت ولمس بعض الأسطح.
في حالة حدوث تغييرات في الروتين المعتاد عليه، عليك تهيئة طفلك نفسياً قبلها بفترة كافية
باستخدام الأسلوب القصصي أو الصور أو غيرها من الطرق.
مثال: اعتاد طفلك على أخذه من المدرسة إلى المنزل مباشرة، في حالة نويت المرور على محل الملابس
في طريقك للمنزل لشراء ملابس لك أو لصغيرك
فإن هذا يعد تغييراً كبيراً في الروتين المعتاد لطفل التوحد قد يسبب له انزعاجاً ويدفعه للقيام بتصرفات مزعجة أو لائقة في محل الملابس.
لتفادي الأمر قدر الإمكان: تحدث مع طقلك قبلها بفترة كافية عن الخطة التي تنوي فعلها، يمكنك أن تريه صوراُ لمحل ملابس
وتقص عليه السيناريو الذي سيحدث بداية من خروجك من المدرسة معه.
شجع طفلك وامدحه كثيراً عندما يقوم بالأشياء الصحيحة وسلط الضوء عليها.
علم طفلك أن يطلب المساعدة بشكل مباشر إذا وقع في مهمة صعبة أو موقف صعب باستخدام الكلام أو الإشارة بأنه
يحتاج لمساعدة قد يستغرق الأمر وقتاٌ لكنه يساعد كثيراً.
يعد التواصل مع الطبيب المختص والمتابعة الدورية معه أمر في غاية الأهمية للأطفال المصابين بالتوحد، اختر طبيبك بعناية
واهتم بحضور الجلسات والاستماع لنصائح الطبيب لصحة نفسية وجسدية أفضل لصغيرك
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
مشاركة المقال