ما التدخل المبكر لمتلازمة داون؟ ومتى يجب البدء فيه؟

تمثل السنوات الأولى من حياة الطفل الفترة الأهم في عمره ونشأته، فيمر جميع الأطفال بتغيرات سريعة في القدرات الجسدية والمعرفية واللغوية والاجتماعية، لكن ماذا عن الصغار المصابين بمتلازمة داون ومراحل تطورهم؟ وهل يمكن أن يساعد التدخل المبكر لهم على علاج التأخر العقلي والجسدي والسلوكي لديهم والذي يؤثر في مهاراتهم؟ وما الوقت الأنسب لهذا التدخل؟ تابعي معنا سطورنا القادمة لتعرفي المزيد عن برنامج التدخل المبكر وأهميته.

ما ضرورة التدخل المبكر لأطفال متلازمة داون؟

يواجه الأطفال المصابون بمتلازمة داون عادةً تأخرًا في نواحٍ معينة من النمو، لذلك يوصى بشدة بالتدخل المبكر والذي يمكن أن يبدأ في أي وقت بعد الولادة، ولكن كلما بدأ مبكرًا كان أفضل.

تتراوح الصعوبات التي يمكن أن تواجه لأطفال المصابون بمتلازمة داون ما بين الخفيفة إلى المعتدلة، ولحسن الحظ فإن برامج التدخل المبكر تساعد الأطفال وذويهم على تطوير كافة المهارات الحركية والتعليمية ومشكلات النطق واللغة.

يُعرف التدخل المبكر بأنه برنامج منهجي للعلاج، ويشمل بعض التمارين والأنشطة المصممة خصيصًا لتخفيف تأخر النمو لدى الأطفال المصابين بمتلازمة داون أو أي إعاقات أخرى، ويهدف إلى تعزيز نمو الرضع والأطفال الصغار ومساعدة الأسر على فهم احتياجات أطفالهم وتعليمهم كيفية تلبيتها.

يبدأ التدخل المبكر في أي وقت بعد ولادة الطفل وبفترة وجيزة، وعادةً ما يستمر حتى يبلغ الصغير سن الثالثة أو عند دخوله مرحلة الروضة أو على الأقل إلى أن يصبح مؤهلًا لدخولها.

ما هو برنامج التدخل المبكر لمتلازمة داون؟

يهدف برنامج التدخل المبكر لمتلازمة داون تعزيز قدرات الطفل وتسريع تطورها من خلال التركيز على نقاط القوة لديه وتقوية مهاراته الضعيفة في أي جانب من جوانب النمو؛ وبالتالي يمكن أن يمنع الطفل المصاب من الوصول إلى مرحلة الاستقرار في مرحلة ما من مراحل النمو.

تتضمن خدمات التدخل المبكر الأكثر شيوعًا للأطفال المصابين بمتلازمة داون ما يلي:

• العلاج الطبيعي.
• علاج النطق واللغة.
• العلاج المهني.

ما دور العلاج الطبيعي لمتلازمة دون؟

يريد الأطفال المصابون بمتلازمة داون فعل ما يريد جميع الأطفال فعله، فهم يتطلعون للجلوس والزحف والمشي واكتشاف العالم المحيط بهم والتفاعل مع الأشخاص من حولهم، لكنهم عادةً ما يفشلون في ذلك بسبب بعض الخصائص الجسدية، مثل: ضعف التوتر العضلي وتراخي الأربطة، ما يؤدي إلى زيادة مرونة المفاصل.

لا تتطور المهارات الحركية لدى الأطفال المصابين بمتلازمة داون بالمعدل الطبيعي نفسه للطفل العادي، لذا يهدف البرنامج العلاجي إلى تسهيل تطور أنماط الحركة، وليس تسريع معدل نموهم كما يظن البعض.

يعني ذلك أن العلاج الطبيعي يساعد الطفل على تطوير حركته ونمط مشيه وجلوسه بوضعية جيدة ومحاذاة قدمه على المدى الطويل، والذي سيستمر معه طوال حياته.

يساعد العلاج الطبيعي أيضًا على حل المشكلات الحركية التالية:

• مشكلات التغذية الحركية عن طريق الفم، بسبب ضعف عضلات الخدين واللسان والشفتين، والتي تؤدي إلى صعوبة الرضاعة عند بعض الأطفال المصابين بمتلازمة داون.
• مشكلة القدرة الحركية، مثل: الجلوس والحبو والوقوف والمشي.
• مشكلات الحركة التي يمكن أن تتسبب في حدوث معضلة في العظام إذا لم تُصحح.

كيف يمكن علاج النطق واللغة لمتلازمة داون؟

يعد علاج النطق واللغة عنصرًا مهمًا في التدخل المبكر على الرغم من أن الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون قد لا يتكلمون بالكلمات الأولى حتى عمر السنتين أو الثلاث سنوات، لكن توجد العديد من مهارات ما قبل الكلام وما قبل اللغة التي يجب اكتسابها أولاً.

يتعلم معظم الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون الكلام لاستخدامه كوسيلة أساسية في التواصل وفهم اللغة قبل أن يتمكنوا من التحدث.

تشمل بعض قدراتهم أيضًا ما يلي:

• تقليد الأصوات.
• تمثيل الأدوار.
• المهارات البصرية، مثل: النظر إلى المتحدث والأشياء.
• مهارات سمعية، مثل: الاستماع إلى الموسيقى.
• المهارات اللمسية، مثل: استكشاف الأشياء بالفم.
• مهارات حركية فموية، مثل: استخدام اللسان وتحريك الشفاه.
• المهارات المعرفية، مثل: فهم العلاقة بين السبب والنتيجة.

يمكن أن يساعد معالج النطق واللغة في هذه المهارات وغيرها، بما في ذلك الرضاعة الطبيعية، وذلك نظرًا لأنها تستخدم الهياكل التشريحية نفسها المستخدمة في الكلام؛ لذا فإنها قد تساعد على تقوية فك الطفل وعضلات وجهه وإرساء الأساس لمهارات الاتصال المستقبلية.

يعد التواصل الكامل باستخدام لغة الإشارة أو الصور بمثابة نظام اتصال انتقالي، لذلك يحرص المعالج أيضًا  على تعليم الآباء لغة الإشارة، لأنهم المتصلون الأساسيون الذين يتفاعلون مع أطفالهم الصغار، وبالتالي يمكنهم فعل الكثير لمساعدة أطفالهم على تعلم التواصل.

ما أهمية العلاج المهني لمتلازمة داون؟

يساعد العلاج المهني الأطفال على تطوير مهارات الاستقلال وإتقانها، بما في ذلك:

• فتح الأشياء وإغلاقها.
• التقاط الألعاب ذات الأحجام والأشكال المختلفة.
• التلاعب بالمقابض والأزرار.
• تجربة أقلام التلوين.
• ارتداء الملابس وتناول الطعام بأنفسهم.
• تعلم مهارات اللعب والتفاعل مع الأطفال الآخرين.

ما فوائد التدخل المبكر؟

يعد التطور عملية مستمرة تبدأ عند الحمل وتستمر المرحلة تلو الأخرى في تسلسل منظم في كل مجال من مجالات التنمية الأساسية، بما في ذلك: المهارات اللغوية والتنمية الاجتماعية ومهارات الاعتماد على النفس والتي تعد بمثابة متطلبات أساسية للمراحل التالية.

يُتوقع من معظم الأطفال تحقيق كل تطور في وقت معين ويمكن حسابه بالأسابيع أو الأشهر أو السنوات.

يمكن أن يعاني الأطفال من تأخيرات في مجالات معينة من النمو بسبب التحديات المرتبطة بمتلازمة داون، لذا عند مراقبة تطوره، يكون من المفيد أكثر أن ننظر إلى التطورات التي حققها، بدلاً من النظر إلى العمر الذي وصل فيه إلى تنمية هذه المهارة.

أظهرت الأبحاث الطبية أن التدخل المبكر لأطفال داون يمكن أن يؤثر بشكل كبير في نموهم، إذ توفر هذه البرامج مجموعة من الخدمات لمساعدة الرضع والأطفال الصغار المصابين بهذه المتلازمة وأسرهم على تطوير المهارات التي يحتاجون إليها لتحقيق النجاح.

أظهرت الدراسات أيضًا أن هذه البرامج تحسن القدرات المعرفية ومهارات الكلام واللغة والمهارات الاجتماعية ومهارات الرعاية الذاتية لدى الأطفال المصابين بمتلازمة داون.

يمكن أن يساعد التدخل المبكر أيضًا على تقليل حدوث المشكلات الصحية الثانوية، مثل: السمنة وأمراض القلب.

يساعد التدخل المبكر كذلك على تطوير صورة الطفل الذاتية بصورة إيجابية وتعزيز الشعور بالانتماء فيعدهم جيدًا ليعيشوا حياة مُرضية ومنتجة.

 أظهرت العائلات التي تتلقى خدمات التدخل المبكر الرضا التام عن مستويات نمو أطفالهم مقارنةً بالذين لم يتلقوا هذه الخدمات.

 تفيد خدمات التدخل المبكر جميع أفراد الأسرة وليس فقط الطفل المصاب بمتلازمة داون؛ إذ أبلغ الآباء عن شعورهم بمزيد من الثقة في مهارات الأبوة والأمومة لديهم والاستعداد للتعامل مع تحديات تربية الطفل المصاب بهذه المتلازمة.

 ختامًا عزيزتي لا يوجد نهج واحد يناسب الجميع للتدخل المبكر لمتلازمة داون، لكن تستطيع جميعها تلبية الاحتياجات الفردية لكل طفل، لذا يجب الحرص على إخضاع الصغير له بعد الولادة بفترة وجيزة والاستمرار في المتابعة حتى يصبح مؤهلًا لدخول المراحل الأولى من دراسته، إذ يساعده على تطوير مهاراته الحركية والتعليمية والفكرية والسلوكية ومشكلات النطق واللغة، لكن إذا لم تتابعي أو تذهبي إلى الطبيب المختص، فالأوان لم يفت بعد للبدء.

 يمكنكِ حجز عيادة العلاج الوظيفي من خلال مركز أندلسية لصحة الطفل.

احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.