التأتأة في الأطفال
يعانى العديد من الأطفال حول العالم من مشكلة التاتاة أو المعروفة علميًا باسم التلعثم.، وتبدأ التأتأة في الأطفال في الظهور من سن الثانية تقريبًا الأمر الذي يثير قلق كلا الأبوين عما إذا كانت مشكلة التاتاة ستظل موجودة حتى الكبر أم أنها ستتحسن مع مرور الوقت، لذلك سوف نتحدث في هذا المقال عن تعريف التأتأة في الأطفال ومتى ينبغى الذهاب للطبيب من أجل الاطمئنان على صحة الطفل كما سنخبركم أيضًا بعدة نصائح لكلا الأبوين للتعامل مع التلعثم عند الأبناء.
ما هي التأتأة:
التأتأة هي مشكلة تتمثل في انقطاع التدفق الطبيعي للكلام إذ يقوم الطفل المصاب بالتأتاة بتكرار الكلمات أو يجد صعوبة في بدء الكلام أو يطيل الأصوات أو المقاطع أو الكلمات مما قد يسبب صعوبة في تواصل الأطفال مع الآخرين. يختلف التلعثم عن تكرار الكلمات عند تعلم الكلام.
هناك عدة أنواع من التأتأة في الأطفال:
● التأتأة أثناء النمو: هذا هو أكثر أنواع التلعثم شيوعًا عند الأطفال ويحدث عادة عندما يكون الطفل بين سن 2 و5 سنوات. وقد يحدث عندما يتأخر تطور الكلام واللغة لدى الطفل عما يحتاجه أو يريد قوله.
● التأتأة العصبية: يحدث هذا النوع عندما تكون هناك مشاكل في نقل الإشارة بين المخ والعضلات المشاركة في الكلام. قد يكون ذلك نتيجة لاصابة معينة بالمخ مثل السكتة الدماغية.
● التأتأة ذات المنشأ النفسي: تعتبر التاتاة نفسية المنشأ هي أقل الأنواع شيوعًا وتحدث عادة نتيجة لصدمة نفسية أو عاطفية.
أسباب حدوث التأتأة في الأطفال:
الأطباء والعلماء ليسوا متأكدين تمامًا من سبب حدوث التأتأة في الأطفال. لكن يعتقد معظمهم أن بعض الأشياء تساهم في ذلك مثل وجود مشكلة في الطريقة التي تتفاعل بها رسائل المخ مع العضلات وأجزاء الجسم اللازمة للتحدث.
يعتقد الكثير أن التلعثم قد يكون وراثيًا إذ أثبتت إحصائيات أن الأطفال الذين يتلعثمون هم أكثر عرضة بثلاث مرات لأن يكون لديهم أحد أفراد الأسرة المقربين مصاب بالتلعثم أيضًا.
التأتأة في الاطفال
يكون الطفل أكثر عرضة للتاتاة إذا كان لديه أحد تلك العوامل:
● تاريخ عائلي من التاتاة، خاصة إذا كان لدى أحد أقارب الدرجة الأولى.
● الجنس: حيث أن الذكور معرضين أكثر من الإناث للإصابة بالتلعثم.
● اضطرابات في الكلام أو مشاكل اخرى في النمو.
● ضغوط أو مشاكل نفسية.
أعراض التأتأة في الأطفال:
عادة ما تشمل التأتأة في الأطفال الأعراض التالية:
● تكرار الأصوات أو المقاطع أو الكلمات مثل: (أريد أريد أريد ....).
● إطالة الأصوات أو الكلمات (مثل: أسسسسسسمعك).
● استخدام الكلمات الدخيلة مثل "أممم".
● التحدث ببطء أو التوقف كثيرًا في منتصف الكلام.
● عدم القدرة على الكلام إذ يكون الفم مفتوح للكلام ولكن لا شيء يقال.
● عدم القدرة على التنفس أو التوتر أثناء التحدث.
● ارتعاش أو اهتزاز الشفتين عند التحدث.
● زيادة التلعثم عند التعب أو الإثارة أو تحت الضغط.
● الخوف من الكلام حيث تكون هناك صعوبة في البدء بالكلام.
مضاعفات الإصابة بالتأتأة في الأطفال:
من الممكن أن تؤدي التاتاة في الأطفال إلى حدوث أحد المضاعفات التالية والتي غالبًا ما تكون لها علاقة بالأثر النفسي الذي تسببه التاتاة في الأطفال:
● فقدان الثقة بالنفس.
● تجنب المواقف التي تستدعي الكلام.
● تأخر المستوى الدراسى.
● الشعور بالقلق بشأن التواصل مع الآخرين مما يؤثر على العلاقات الاجتماعية.
متى يجب زيارة الطبيب أو أخصائي التخاطب:
ينبغي التوجه لزيارة الطبيب أو أخصائي التخاطب فورًا عند ملاحظة أي من العلامات التالية:
● استمرار الأعراض لمدة أكثر من 6 أشهر.
● استمرار تواجد الأعراض في الطفل بعد بلوغ 5 سنوات.
● إذا كانت هناك أي مشاكل اخرى بالكلام أو النمو العقلى.
● إذا كان الطفل يتجنب الكلام بسبب هذه المشكلة.
● إذا كانت المشكلة تؤثر على التواصل أثناء الدراسة مما يؤثر على المستوى الدراسي للطفل.
كيف يتم تشخيص التأتأة في الأطفال:
يتم تشخيص التأتأة في الأطفال بعد زيارة أخصائي التخاطب حيث يقوم الاخصائى بتقييم عدة أشياء ،منها:
● التاريخ الصحى للطفل.
● توقيت ظهور التلعثم في الطفل والمدة الزمنية له.
● كيفية تأثير التلعثم على حياة الطفل، مثل العلاقات مع الآخرين والأداء الدراسي.
● يتحدث الطبيب إلى الطفل لتقييم القدرات اللغوية.
● يستطيع أخصائي التخاطب تمييز مشكلة التأتأة عن باقى مشاكل التخاطب والتواصل.
● سيحاول معرفة إذا كان هناك سبب للتأتأة مثل الأسباب العصبية أو النفسية.
علاج التاتاة في الأطفال:
يساعد العلاج المبكر على تفادي بقاء مشكلة التخاطب حتى سن البلوغ ويعتمد اختيار طرق العلاج المناسبة لطفلك على تقييم اخصائى التخاطب لحالة الطفل، بعدها يمكن تحديد إذا كان يمكن استخدام طريق واحد لعلاج أو عدة أساليب معًا، ومن الأساليب المتبعة لعلاج التاتاة في الأطفال:
● علاج التخاطب: يساعد العلاج بالتخاطب على إبطاء سرعة الكلام كما يساعد على لفت انتباه الطفل إلى الأوقات التي يتلعثم فيها. بمرور الوقت، يبدأ الطفل بالتحدث بسرعة وصورة طبيعية.
● الأجهزة الإلكترونية: تساعد العديد من الأجهزة الإلكترونية المتاحة بإختلاف تقنياتها على تعزيز الطلاقة في الحديث.
● العلاج السلوكي المعرفي: يمكن لهذا النوع من العلاج النفسي المساعدة في تعلم تحديد طرق التفكير التي يمكنها أن تزيد التلعثم سوءًا وتغييرها كما يساعد أيضًا على علاج مشاكل الثقة بالنفس أو القلق أو التوتر المرتبطة بالتلعثم.
● التفاعل ما بين الآباء والأطفال.
دور الآباء في مساعدة الأطفال المصابين بالتأتأة:
● لا تطلب من طفلك التحدث بدقة أو بشكل صحيح في جميع الأوقات، اجعل من حديثك معه وقت للمرح والمتعة.
● استخدم الوجبات العائلية كوقت للمحادثة بين أفراد الأسرة، إذ يتحدث كل شخص عن يومه في العمل أو الدراسة.
● تجنب مصادر التشتيت مثل الراديو أو التلفزيون.
● تجنب التصحيحات أو الإنتقادات مثل "تمهل" أو "خذ وقتك" أو "خذ نفسًا عميقًا" حتى لا تؤثر على ثقة الطفل بنفسه.
● تجنب جعل طفلك يتحدث أو يقرأ بصوت عالٍ عندما يكون غير مرتاح أو عندما يزداد التلعثم. بدلاً من ذلك، شجع خلال هذه الأوقات الأنشطة التي لا تتطلب الكثير من الكلام.
● لا تقاطع طفلك عندما يتكلم أو تخبره أن يبدأ من جديد.
● لا تخبر طفلك أن يفكر قبل التحدث.
● توفير جو هادئ في المنزل وذلك عن طريق إبطاء وتيرة الحياة الأسرية.
● تحدث ببطء ووضوح عند التحدث إلى طفلك أو الآخرين في حضوره.
● حافظ على التواصل البصري مع طفلك.
● عندما يتحدث اليك طفلك لا تنظر بعيدًا أو تظهر علامات الانزعاج.
● اسمح لطفلك بالتحدث عن نفسه وإنهاء الأفكار والجمل.
● تحدث ببطء مع طفلك.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
مشاركة المقال