استراتيجيات تعديل السلوك
يعتمد السلوك الطبيعي عند الطفل على عمره وشخصيته ونموه البدني والعاطفي. إذ يوجد العديد من الأشياء التي يمكن أن تجعل الطفل يعاني من نوبات غضب وانحراف في سلوكه العام. يمكن أن تكون هذه الأسباب بيولوجية مثل الجوع أو التعب، ويمكن أن ترجع لأسباب عاطفية؛ مثل عدم القدرة على التعامل مع المشاعر أو وصفها بشكل صحيح.
خطوات تشكيل السلوك
قد يتم تعديل السلوك من خلال تغيير الأنماط السلوكية عن طريق استخدام تقنيات التعلم مثل الارتجاع البيولوجي والتعزيز الإيجابي أو السلبي. يمكن تغيير سلوك الطفل مع النتائج الإيجابية والسلبية، إذ يعتمد تعديل السلوك على أن السلوك الجيد يجب أن يؤدي إلى عواقب إيجابية، كما يجب أن يؤدي السلوك السيئ إلى عواقب سلبية.
غالبا ما يٌستخدم هذا النهج لتعديل سلوكيات الاطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو التوحد أو اضطراب التحدي المعارض. ومع ذلك، يمكن أن تكون فعالة لجميع الأطفال.
كيفية فهم سلوك الطفل
قد تبدو سلوكيات الطفل معقدة ويبدو بعضها غير مبرر ولكن إذا فكرت جيداً في الأحداث التي سبقت السلوك والنتائج المترتبة عليه أصبح فهم السلوك أكثر سهولة.
هناك ثلاثة جوانب عليك الانتباه لها لفهم أي سلوك حتى تستطيع اتباع استراتيجيات تعديل السلوك، يمكننا سردهم كالتالي:
• العوامل السابقة أو المحفزات:
ما يسبق السلوك من شأنه أن يقلل أو يزيد من احتمالية حدوث السلوك كما يتحكم في درجة حدته، من النادر أن تجد سلوكاً غير لائق بدون محفزات سبقته، فهمك لهذا يساعدك على التحكم في العوامل المؤدية لأي سلوك والتركيز معها ليساعدك هذا في منع بعض السلوكيات أو التحكم فيها.
• السلوكيات:
هي الأفعال المحددة التي تصاحب السلوك وموقفك منها، هل تحاول التشجيع عليها أو التقليل منها ومنعها.
• العواقب:
هي النتائج التابعة للسلوك والمترتبة عليه، لكل سلوك نتائج منها إيجابي ومنها سلبي وتؤثر هذه النتائج تأثيراً مباشراً في احتمالية تكرار الطفل لهذا السلوك مرة أخرى، كما أن هذه النتائج قد تكون متأخرة أو فورية وكلما كانت النتائج فورية كلما شجع هذا الطفل على تكرار السلوك مرة أخرى.
خطوات تعديل سلوكيات الاطفال
حتى تنجح في استراتيجيات تعديل السلوك لطفل هناك خطوتان مهمتان عليك اتباعهما:
• الخطوة الأولى والأكثر أهمية: تحديد السلوك بدقة
هل يمكننا البدء في استراتيجيات تعديل السلوك لطفل ما في حين أنه غير محدد وغير متوقع؟ بالطبع لا
متى يمكننا وصف سلوك طفل بأنه محدد؟
نصف السلوك بأنه محدد إذا توفرت فيه هذه العوامل:
● قابل للتوقع.
● قابل للقياس.
● يحدث بشكل دوري.
● يمكن للجميع ملاحظته.
مثال على هذا: أن يؤخر الطفل واجباته المدرسية لوقت متأخر من الليل ولا يبدأ بها في الوقت المحدد بشكل شبه متكرر وبدلاً من البدء فيها يقوم باللعب.
أي أنك أصبحت تتوقع أن طفلك بعد العودة من المدرسة سيبدأ في اللعب والجري والتهرب من واجباته المدرسية حتى يتأخر الوقت، هنا أصبح لدينا سلوكاً محدداً قابل للتوقع والقياس في وقت محدد من اليوم ويمكن لجميع الموجودين ملاحظته.
الخطوة الثانية: تحديد الاسباب والنتائج
بعد تحديد السلوك المحدد لدى صغيرك الذي ترغب في تعديله، عليك مراقبة الأسباب التي تسبق السلوك ونتائج السلوك سواء كانت سيئة أو جيدة لاستخدامها في التحكم في السلوك.
عندما نطبق هذا على المثال السابق:
الطفل الذي يؤخر واجباته لوقت متأخر لأنه يحب اللعب، هنا يمكننا اعتبار رغبته في اللعب سبباً من أسباب السلوك.
أثناء محاولتك لتعديل سلوكه يمكنك استخدام اللعب (السبب) كوسيلة لتحفيزه على أداء واجباته بدلاً من أن تكون سبباً يعيقه عنه مثل:
أن تكافئه بوقت من اللعب كلما أنجز شيئاً من واجباته، فلن يشعر بالحاجة لترك واجباته حتى يستطيع اللعب لأنك ساعدته على الموازنة بين الأمرين.
أو طريقة أخرى أن تجعل من آداء الواجبات لعبة ممتعة، مثل استخدام الصور والقصص والألغاز وغيرها حتى لا يشعر الطفل أنه ترك اللعب تماماً لأجل انهاء الواجبات.
أشياء عليك الانتباه لها أثناء تعاملك مع سلوكيات صغيرك
1. تجنب رد الفعل السلبي مهما كان سلوك صغيرك سيئاً بالنسبة لك، رد الفعل السلبي هنا يقصد بها الصراخ عليه بصوت عال أو تهديده أو صفعه أو إهانته أمام الآخرين وغيرها من ردود الأفعال التي تجعل الأمر أكثر سوءاً.
2. العواقب الفورية أكثر تأثيراُ من العواقب المتأخرة، إذا أردت عقاب صغيرك بطريقة ما عليك اتباع العقاب بالسلوك السيء وليس في وقت متأخر منه؛ حتى يربط صغيرك بين سلوكه السيئ والعواقب وحتى لا يشعر أنك تعاقبه من أجل العقاب.
3. اجعل العقاب على قدر الفعل ولا تبالغ فيه مهما كنت غاضباً لأن العقاب المبالغ فيه ينعكس على صغيرك بالاحباط ولن يشعر بالرغبة في التغيير.
4. لا تفعل المهام بدلاً من صغيرك ظناً منك أنك تحاول مساعدته، مثلاً صغيرك يتباطأ في ترتيب غرفته أو يتناول طعامه بشكل خاطئ، لا تتساهل في تعليمه وتقويمه وتقوم بهذه الأمور بدلاً عنه لأن هذا التصرف يزيد الأمر سوءاً ويجعله يتباطأ أكثر وأكثر في المرات القادمة.
5. التجاهل قد يكون حلاً في بعض الاحيان ولكن ليس في جميع الحالات، مثلاُ في حالات التصرفات العدوانية لا ينفع التجاهل ويجب عليك التدخل لتقويم صغيرك أما في حالات السلوكيات البسيطة التي يطلب الطفل بها جذب الاهتمام. يمكنك هنا تجاهله بشكل ايجابي حتى يكف عن السلوك السيء ويبدأ بمحاولة جذب اهتمامك بسلوك جيد هنا، وعليك الانتباه الجيد له حتى يعرف صغيرك الطريقة الصحيحة التي عليه اتباعها ليجذب انتباهك له.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
مشاركة المقال