أمراض الأطفال النفسية والعقلية

أمراض الأطفال النفسية والعقلية

تُعرّف الاضطرابات النفسية أو العقلية عند الأطفال بالتغيرات التي تحدث في تفكير أو سلوك الطفل، وتؤثر على مهاراته الاجتماعية وقدرته على القيام بأنشطته اليومية في المنزل أو المدرسة، وكيفية تنظيم مشاعره وتصرفاته، في عيادات أندلسية لصحة الطفل سنخبركِ بأهم أمراض الأطفال النفسية والعقلية، وكيفية علاجها للتعامل مع طفلكِ بطريقة صحيحة.

أشهر أمراض الأطفال النفسية والعقلية

يصعب على كثير من الآباء والأمهات التعرف إلى الاضطرابات النفسية والعقلية عند أطفالهم، ونتيجة لذلك فإنهم لا يستطيعون تقديم المساعدة لأطفالهم والذهاب بهم إلى مقدمي الرعاية والأطباء النفسيين، لذلك سنقدم لكم في السطور التالية أشهر الاضطرابات النفسية والعقلية، وأهم أعراضها:

 أنواع المشكلات النفسية عند الأطفال

  1. اضطرابات القلق: يشعر الطفل دائمًا في هذا الاضطراب بالقلق المستمر والخوف من المشاركة في اللعب أو المدرسة أو مواجهة المواقف الاجتماعية المناسبة لعمره، وتشمل تشخيصات اضطراب القلق، القلق الاجتماعي والقلق العام واضطرابات الوسواس القهري.
  2. اضطراب الهلع: ترتبط اضطرابات الهلع باضطراب القلق والوسواس القهري، إذ يعاني الطفل من نوبات هلع متكررة نتيجة الخوف الشديد والقلق.
  3. اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD): يعاني معظم الأطفال المصابين بهذا الاضطراب من  فرط الحركة وصعوبة الانتباه والتركيز مع سلوكيات اندفاعية مقارنة بغيرهم من الأطفال في العمر نفسه.
  4. اضطراب طيف التوحد (ASD): يُعرّف هذا الاضطراب بأنه حالة عصبية تظهر في مرحلة الطفولة المبكرة "قبل سن الثالثة"، ويواجه فيه الطفل صعوبة في التواصل والتفاعل مع الآخرين، باختلاف شدة الاضطراب.
  5. اضطرابات الأكل: يختلف هذا الاضطراب من طفلٍ لآخر، فبعض الأطفال يشعرون بنهم شديد للأكل أو الشره المرضي، ويسمى هذا الاضطراب بـ "اضطراب نهم الأكل"، والبعض الآخر يشعر بفقدان الشهية أو التفكير المضطرب للحفاظ على الوزن المثالي، أو شكل الجسم المثالي، ويعرف هذا الاضطراب بـ "فقدان الشهية العصبي"، وتؤدي جميع هذه الاضطرابات إلى اختلال وظيفي عاطفي ومضاعفات جسدية تهدد الحياة.
  6. الاكتئاب: يشعر الطفل في هذه الحالة بالحزن الشديد وفقدان الشغف والاهتمام، وقد يؤثر ذلك على نشاطه في المدرسة والمنزل، وسلوكياته مع الآخرين.
  7. اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD): يحدث هذا الاضطراب عند الأطفال نتيجة التعرض لعنف شديد أو إساءة أو حادث أو اعتداء، ويصاحبه أعراض عاطفية طويلة الأمد وقلق وذكريات مؤلمة وكوابيس، وقد تظهر على الطفل بعض السلوكيات التخريبية أو العنيفة.
  8. الفصام: يظهر مرض الفصام في أواخر سن المراهقة حتى سن العشرين، وينتج عنه فقدان للواقع "الذهان"، وهلوسة وأوهام واضطراب في التفكير والسلوكيات.
  9. اضطراب التحدي المعارض (ODD) واضطراب السلوك: يطلق عليه أيضًا اسم "اضطراب العناد الشارد"، ويبدأ عادة ً في سن 8 سنوات، ويظهر فيه الطفل العدوان والتحدي تجاه الآباء والأمهات والمعلمين ومقدمي الرعاية، ويحرص فيه على انتهاك القواعد في المنزل والمدرسة ومع أقرانه، وتشمل أعراض هذا الاضطراب:
  • نوبات غضب شديدة.
  • التجادل المستمر مع البالغين.
  • رفض الانصياع للقواعد.
  • التعمد لمضايقة الآخرين وإزعاجهم.
  • إلقاء اللوم على الآخرين في الأفعال الخاطئة.
  • التغيب المتكرر عن المدرسة.
  • عدم التعاطف مع الآخرين.
  • العدوانية تجاه الحيوانات والأشخاص الآخرين أو إظهار سلوكيات سادية، مثل: التنمر وضرب الآخرين وبدء المعارك الجسدية مع أقرانه.
  • كثرة الكذب.
  • السلوك الإجرامي: مثل: السرقة واقتحام المنازل والتخريب.
  • الهروب من المنزل.
  1. اضطراب ثنائي القطب: يعرف أيضًا باسم مرض الهوس الاكتئابي، وهو اضطراب خطير يسبب تغيرات غير عادية في المزاج والطاقة والنشاط، إذ يعاني الطفل فيه من فترات اكتئاب شديدة وانخفاض في النشاط البدني في أوقاتٍ ما، تليها فترات سعادة شديدة وارتفاع ملحوظ في النشاط البدني في أوقاتٍ أخرى.
  2. متلازمة توريت: هي حالة عصبية يُصدر فيها الأطفال والمراهقون أصواتًا وحركاتًا لا إرادية، تسمى هذه الأصوات والحركات بـ "التشنجات اللاإرادية"، وتشمل هذه الحركات:
  • رمش العين.
  • هز الكتفين.
  • تمايل الرأس أو الرجيج.
  • تمدد الرقبة.
  • حركات قفز أو دوران.
  • صوت الشم.
  • صراخ.
  • شخير.

أعراض المرض النفسي عند الأطفال

تشمل أعراض المرض النفسي أو الاضطرابات عند الأطفال ما يلي:

  • حزن مستمر، قد يستمر لأسبوعين أو أكثر.
  • تجنب المواقف والتفاعلات الاجتماعية.
  • نوبات غضب شديدة وتهيج.
  • الحديث عن إيذاء النفس والانتحار أو الموت.
  • سلوكيات تخريبية خارجة عن السيطرة.
  • تغير ملحوظ وجذري في السلوك، مثل: الركض إلى الشارع، أو التسلق على الأماكن العالية، أو المشاجرات مع إخوته وأقرانه وضربهم، أو اللعب بأشياء غير آمنة.
  • تغير في عادات الأكل.
  • التبول اللاإرادي.
  • اضطرابات النوم، مثل: النوم لفترات طويلة، أو الأرق، أو رؤية الكوابيس خلال النوم، أو السير في أثناء النوم.
  • الشعور بألم في الرأس أو المعدة.
  • صعوبة في التركيز، وتغير في النشاط اليومي والأداء المدرسي.

أسباب أمراض الأطفال النفسية والعقلية

تؤثر العديد من العوامل على صحة الأطفال العقلية، ومن أهم هذه العوامل:

  1. العوامل البيولوجية: ترتبط بعض الأمراض العقلية بالمستويات غير الطبيعية للنواقل العصبية في الدماغ، كالسيروتونين والدوبامين، إذ يسبب انخفاض السيروتونين في الدماغ مرض الاكتئاب.
  2. الجنس: تظهر بعض الأمراض النفسية على الفتيات أكثر من الأولاد مثل:  الاكتئاب واضطرابات القلق، بينما يظهر اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط واضطراب طيف التوحد على الأولاد أكثر من الفتيات، لكن هذا لا يعني أن كلا الجنسين معرضين للإصابة بجميع الاضطرابات النفسية والعقلية.
  3. الوراثة: تلعب الوراثة دورًا مهمًا في زيادة فرص الإصابة بالأمراض العقلية أو النفسية عند الأطفال.
  4. العوامل البيئية: تساعد العوامل البيئية في زيادة خطر الإصابة بالاضطرابات النفسية عند الأطفال، مثل: التعرض لحادث مؤلم، أو اعتداء جنسي، أو وفاة شخص عزيز، أو التنمر من قبل أقرانه في المدرسة، أو الضرب الشديد من الأب والأم، أو التفكك الأسري.

كيفية تشخيص اضطرابات السلوك النفسي عند الأطفال

يشخص الطبيب النفسي الاضطرابات السلوكية والنفسية عند الأطفال بناءً على الأعراض الظاهرة على الطفل ومدى تأثيرها على حياته اليومية، بالإضافة إلى الفحص الطبي الكامل له، ويشمل:

  • فحص طبي كامل للجسم، للتأكد من عدم وجود علاقة بين تغيير السلوك والأمراض الجسدية.
  • التحدث مع الطفل وإجراء الاختبارات النفسية وتقييمات الذكاء لملاحظة سلوكياته ومدى تجاوبه مع الطبيب.
  • سؤال الوالدين عن الأعراض ووقت تغيير السلوك ومدى تأثيرها على نشاطات الطفل اليومية.
  • سؤال الوالدين عن وقت وتاريخ الصدمة الجسدية أو العاطفية في حالة التعرض لها.
  • معرفة التاريخ العائلي النفسي والجسدي.
  • التحدث مع الوالدين بعد تشخيص الاضطراب للإجابة عن أسئلتهم، وتهدئة مخاوفهم.

لا يستطيع الأطباء تحديد موعد زمني لتعافي الأطفال من الاضطرابات النفسية، وذلك لصعوبة التعامل مع مشاعر الأطفال، وعدم قدرتهم على مواجهتها والتعبير عنها.

علاج الاضطرابات النفسية والسلوكية عند الأطفال

بعض الاضطرابات تحتاج إلى العلاج الدوائي، لكن جميعها يشمل العلاج النفسي أو السلوكي، وفي السطور التالية سنتحدث عن علاجات الاضطرابات النفسية عند الأطفال:

العلاج النفسي: يستخدم الطبيب النفسي أو الأخصائي العلاج السلوكي أو العاج بالكلام في أثناء اللعب لطمأنة الطفل، واحتوائه، كما يسمح له باستخدام الألعاب والعرائس في العلاج، وتعتمد هذه الطريقة على تعليم الطفل كيفية التحدث عن مشاعره وأفكاره، بالإضافة إلى تعليمه بعض السلوكيات الصحية الجديدة ومهارات التأقلم والتعايش بسعادة مع المشكلة.

العلاج الدوائي: قد يصف الطبيب النفسي بعض الأدوية، مثل: مضادات الاكتئاب ومضادات القلق والذهان ومثبتات الحالة المزاجية كجزء من خطة العلاج، وسيناقش الطبيب الوالدين المخاطر والآثار الجانبية وفوائد العلاجات الدوائية.

هل يمكن منع الاضطرابات النفسية عند الأطفال؟

لا يمكن منع الأطفال من الإصابة بالاضطرابات النفسية والعقلية، لكن يؤدي التعرف إلى الأعراض وبدء العلاج مبكرًا إلى تحسين الحالة، ومنع تفاقم المرض، وتقليل الآثار الجانبية والمؤلمة له.

ختامًا، سيساعد بالتأكيد الدعم النفسي من الوالدين في تحسن حالة الطفل النفسية والعقلية، وذلك من خلال معرفة جميع المعلومات المتعلقة بالمرض، وطرق التعامل مع السلوكيات الصعبة ونوبات الغضب، والالتحاق ببرامج تدريب الوالدين لتعلم تقنيات الاسترخاء والهدوء وطرق التعامل مع الأطفال المصابين بمرض عقلي.

احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.

    مشاركة المقال

    تواصل معنا

    الاسم الأول*
    last-name
    phone-number
    email-address