أمراض عصبية تصيب الاطفال
مصطلح "اضطراب عصبي" ينطبق على أي حالة ناتجة عن خلل في جزء من الدماغ أو الجهاز العصبي مما يؤدي إلى أعراض جسدية أو نفسية.
يبدأ نمو الدماغ البشري اثناء الحمل ويستمر خلال فترة الرضاعة والطفولة والمراهقة وتتشكل معظم خلايا الدماغ قبل الولادة لكن تريليونات الوصلات بين هذه الخلايا العصبية لا تتطور حتى سن الرضاعة.
يتكون الدماغ من مادة رمادية (الخلايا العصبية والوصلات البينية) ومادة بيضاء (محاور محاطة بغلاف المايلين) إذ تحمل الخلايا العصبية الحركية النبضات بعيدًا عن الدماغ.
الدماغ منظم ذاتيًا ويختار المعلومات لإعادة توجيه نموها وتطورها كما أنه يتكيف مع البيئة إذ أن اختبار وتجربة البيئة من خلال حواس مثل اللمس والشم والبصر والذوق والسمع تنتج روابط في الدماغ.
تشمل جميع الاضطرابات العصبية الدماغ أو العمود الفقري أو الأعصاب وتعتمد الأعراض على مكان حدوث الضرر إذ يمكن أن تتأثر المناطق التي تتحكم في الحركة أو الاتصال أو الرؤية أو السمع أو التفكير.
تتفاوت الاضطرابات العصبية بشكل كبير وكل منها له أسباب ومضاعفات ونتائج مختلفة وينتج عنها آثار مختلفة تتطلب تغييرا جوهريًا فى نمط الحياة وطريقة التعامل مع هذه الإصابة.
تختلف أعراض الاضطرابات العصبية فقد تكون الأعراض جسدية أو معرفية أو عاطفية أو سلوكية، على سبيل المثال تميل أعراض الشلل الدماغي إلى أن تكون أعراض جسدية أكثر بينما يميل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه إلى تأثيرات أكبر على السلوك.
تظهر العديد من الاضطرابات العصبية خلال السنوات الأولى من التطور والنمو ويمكن تشخيصها عند الولادة ويتم تشخيص البعض لاحقًا لأن الأعراض تظهر فقط في الحالات التالية:
1. وجود صعوبات في النمو (مثل التوحد).
2. الإصابة بعدوى ضارة (مثل التهاب السحايا).
3. حادث يتسبب في إصابة الدماغ (السكتة الدماغية أو الصدمة أو نقص الأكسجين).
أسباب حدوث الأمراض العصبية عند الاطفال
العديد من الاضطرابات العصبية "خلقية" بمعنى أنها كانت موجودة عند الولادة لكن بعض الاضطرابات "مكتسبة" مما يدل على أنها تطورت بعد الولادة والبعض الآخر ينشأ لسبب غير معروف ويطلق عليها "اضطرابات عصبية مجهولة السبب".
الأسباب الخلقية (موجودة عند الولادة)
يمكن أن تؤثر العوامل الوراثية على تطور مجموعة متنوعة من الاضطرابات العصبية التي عادة ما تكون موروثة من الآباء من خلال الجينات والكروموسومات.
تحمل أقسام الحمض النووي التي تسمى الجينات الشفرة الكيميائية التي تجعلنا ما نحن عليه وتتكون الكروموسومات من آلاف الجينات.
● تشوهات الجينات
الجينات مسؤولة عن تحديد الخصائص والصفات البشرية والتغيرات في الجينات (تسمى الطفرات) وتسبب بعض الطفرات تشوهات ضارة للأفراد (على سبيل المثال التليف الكيسي) ويمكن أن تنتقل الطفرات إلى الأبناء مما يؤثر على خصائصهم.
● تشوهات الكروموسومات
التغيرات في الكروموسومات سواء في العدد أو في التركيب لها تأثيرات كبيرة على الخصائص لأنها تحتوي على أعداد كبيرة من الجينات.
● تغيير في عدد الكروموسوم
يشير مصطلح monosomy إلى فقدان كروموسوم واحد من الزوج (على سبيل المثال متلازمة تيرنر) أو اكتساب زوج كروموسوم إضافي (على سبيل المثال متلازمة داون).
● تغيير في بنية الكروموسوم
ينتج عن الحذف أو فقدان الجينات (أجزاء من الحمض النووي) من الكروموسوم أو عند اكتساب الجينات (أجزاء من الحمض النووي) وتشمل الأمثلة على هذه الحالات الوراثية متلازمات Prader-Willi وAngelman.
● اضطرابات التمثيل الغذائي
يشير التمثيل الغذائي إلى العمليات الكيميائية التي تحدث في الجسم ويمكن أن تسبب اضطرابات التمثيل الغذائي ضررًا دائمًا ويجب تحديدها في أقرب وقت ممكن (على سبيل المثال من خلال اختبارات الدم والبول) ويتم الكشف عن العديد من اضطرابات التمثيل الغذائي عند الولادة إذ يتم إرسال عينات الدم من أجل "الفحص الشامل لحديثي الولادة".
● التشوه الخلقي
يُعتقد أن "العيوب" الخلقية ناتجة عن تفاعلات معقدة بين الجينات والبيئة والسلوكيات ومثال على ذلك هو التصلب الحدبي وهي حالة تصيب الأطفال إذ تنمو مناطق مثل الدماغ والقلب والعينين والجلد والكلى والرئتين وقد يعانون أيضًا من الصرع وصعوبات التعلم والتوحد.
أسباب ما قبل الفترة المحيطة بالولادة
● السموم والعوامل البيئية
يمكن أن تدخل السموم العصبية وتضر بنمط نمو الطفل من خلال المشيمة أثناء نمو الجنين وبالتالي قد يصاب الطفل بمشاكل فكرية وسلوكية وتشمل السموم العصبية الكحول (المرتبط بـ متلازمة الكحول الجنينية) والرصاص (المرتبط بمشاكل الذكاء والتعلم والذاكرة)، والزئبق (المرتبط باضطرابات التعلم والنمو)، والتبغ (المرتبط بـ السلوكيات الصعبة وضعف النمو) وبعض الإضافات الغذائية (المرتبطة بـ ارتفاع معدلات اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند الأطفال).
● النقص الغذائي
العناصر الغذائية ضرورية للنمو ويمكن أن يؤدي نقص العناصر الغذائية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل إلى تقليل عدد خلايا الدماغ. يمكن أن يؤدي نقص حمض الفوليك (فيتامين ب) إلى عيب الأنبوب العصبي (NTD)
● الالتهابات
يمكن أن تنتقل العدوى بما في ذلك الأمراض المنقولة جنسياً من الأم إلى الطفل أثناء الحمل مثل داء المقوسات والتهابات أخرى مثل(التهاب الكبد B والزهري وفيروس الحماق النطاقي وفيروس نقص المناعة البشرية والحصبة الألمانية والفيروس المضخم للخلايا وفيروس الهربس البسيط ويمكن أن تسبب هذه الالتهابات تشوهات في النمو لدى الجنين ويمكن أن يكون التهاب المشيمة سببًا للشلل الدماغي.
● نقص الأكسجين ( الاختناق)
الاختناق في الفترة المحيطة بالولادة هو حالة ناتجة عن نقص الأكسجين ونقص التروية ويكون بسبب عدم كفاية تدفق الدم مما يؤدي إلى انخفاض محتوى الأكسجين في الدم.
إذا كان الطفل النامي في الرحم لا يحصل على كمية كافية من الأكسجين فقد يكون مصابًا باعتلال الدماغ الإقفاري (ضرر عصبي ناتج عن نقص الأكسجين) ويمكن أن تشمل آثاره الشديدة الشلل الدماغي والضعف الذهني والصرع.
● مضاعفات أثناء الولادة
إذ لم تتشكل الجمجمة الواقية بشكل كامل عند الولادة فذلك قد يجعل الدماغ عرضة للإصابة ويمكن أيضًا أن يتأثر إمداد الدم والأكسجين من الحبل السري عند الولادة ونظرًا لأن الدماغ تعتمد على هذا الإمداد من الأكسجين فإن الحرمان من الأكسجين يمكن أن يتسبب في تلف الدماغ.
● الخداج (الولادة المبكرة)/ انخفاض الوزن عند الولادة
قد يشير انخفاض الوزن عند الولادة إلى وجود مشاكل فى النمو
ما الذي يمكن أن يضر بالجهاز العصبي؟
يكون الجهاز العصبي عرضة لاضطرابات مختلفة ويمكن أن يتضرر بسبب:
1. الصدمات.
2. الالتهابات.
3. العيوب هيكلية.
4. الأورام.
5. اضطراب تدفق الدم.
6. اضطرابات الجهاز المناعي.
7. مشاكل وراثية أو مشاكل فى التمثيل الغذائى.
8. التعرض للمواد السامة أو الآثار المباشرة للتعرض للعقاقير.
أعراض اضطرابات الجهاز العصبي
فيما يلي الأعراض الأكثر شيوعًا لاضطرابات الجهاز العصبي لكن قد يكون لكل طفل أعراض مختلفة قليلاً إذ تؤدي الاضطرابات المختلفة إلى حدوث أعراض مختلفة وقد تشمل الأعراض:
1. التأخير في مراحل التطور.
2. زيادة أو نقص النمو في حجم الرأس.
3. تغييرات في النشاط أو ردود الفعل أو الحركات.
4. عدم التنسيق والتناغم.
5. تغيرات في مستوى الوعي أو المزاج.
6. تصلب العضلات أو التشنجات أو النوبات.
7. هزال العضلات واضطراب الكلام.
قد يُبلغ الأطفال الأكبر سنًا أيضًا عن صداع مستمر أو شديد أو فقدان الإحساس أو الوخز أو اعتلالات بصرية.
احرص على صحة وسعادة طفلك في مستشفى أندلسية لصحة الطفل. احجز الآن من هنــــــــــــــــا.
مشاركة المقال